أظهرت دراسة حديثة نشرتها "مجلة طب الأطفال" في الولايات المتحدة أن الأطفال الذين يمتلكون هواتف ذكية قبل سن 12 عاماً أكثر عرضة لمشاكل صحية ونفسية مستقبلية، بما في ذلك الاكتئاب والسمنة وقلة النوم، مقارنة بأقرانهم الذين لم يمتلكوا هذه الأجهزة في سن مبكرة.
الدراسة، التي شملت أكثر من 10 آلاف مراهق، أظهرت أن امتلاك الهاتف في مرحلة مبكرة قد يعرقل التطور المعرفي للأطفال، ويقلص وقتهم في التواصل الاجتماعي وممارسة الرياضة، ما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية على المدى الطويل. كما لاحظ الباحثون أنه بعد مرور عام على حصول الأطفال على الهاتف، ظهرت لديهم أعراض صحية وعقلية أكثر ضرراً مقارنة بمن تأخر في الحصول على الجهاز.
وأوضح الدكتور ران بارزيلاي، المؤلف الرئيسي للدراسة: "عندما تعطي طفلك هاتفاً، عليك أن تفكر فيه كأمر مهم لصحة الطفل، والتصرف وفقاً لذلك". وأضاف أن الطفل في سن 12 يختلف تماماً عن المراهق في سن 16، حيث تكون التغيرات الصغيرة في النوم أو الصحة النفسية أكثر تأثيراً.
وفي السياق نفسه، نصحت جاكلين نيسي، أستاذة الطب النفسي بجامعة براون، الأهالي بالتريث قبل إعطاء الأطفال هواتف ذكية، مؤكدة أن الأجهزة الرقمية يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر إذا لم يتم وضع حدود واضحة. وقالت: "لا يحتاج مقدمو الرعاية إلى انتظار أدلة دامغة لاتخاذ القرارات، بل يمكنهم الاعتماد على حدسهم لحماية أطفالهم".
كما شدد الباحثون على ضرورة إخراج الهواتف من غرفة النوم ليلاً، مشيرين إلى أن 63% من الأطفال بين 11 و12 عاماً لديهم أجهزة إلكترونية في غرف نومهم، ما يؤدي إلى اضطرابات النوم نتيجة الإشعارات والتنبيهات الليلية.
هذه الدراسة تفتح نافذة مهمة للأهالي على مخاطر الأجهزة الرقمية، وتؤكد على ضرورة التوازن بين استخدام التكنولوجيا وحماية صحة الأطفال النفسية والجسدية، خصوصاً في المراحل العمرية الحساسة.



