اختر لغتك

نتنياهو و«ورقة المسيحيين»: ادعاءات الحرية الدينية في مرمى الجدل الإقليمي

نتنياهو و«ورقة المسيحيين»: ادعاءات الحرية الدينية في مرمى الجدل الإقليمي

نتنياهو و«ورقة المسيحيين»: ادعاءات الحرية الدينية في مرمى الجدل الإقليمي

أثار رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجة واسعة من الجدل، بعد ادعائه أن إسرائيل هي «الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط» التي تضمن حرية دينية كاملة للمسيحيين، موجهاً اتهامات مباشرة إلى دول عربية وإقليمية، من بينها العراق وسوريا وتركيا، بممارسة التضييق على المسيحيين واستهدافهم.

وجاءت تصريحات نتنياهو بمناسبة أعياد ميلاد المسيح، حيث سعى إلى تقديم إسرائيل بوصفها «ملاذاً آمناً» للمسيحيين في المنطقة، ملوّحاً في المقابل بما وصفه بـ«الترهيب والاضطهاد» الذي تواجهه المجتمعات المسيحية في عدد من دول الشرق الأوسط، إضافة إلى حديثه عن هجمات يتعرض لها المسيحيون في نيجيريا، محمّلاً «المسلمين المتشددين» مسؤولية ذلك.

وادّعى نتنياهو أن المسيحيين في إسرائيل يمارسون شعائرهم «بحرية ودون خوف»، وأن أعدادهم في تزايد، على عكس ما يحدث – حسب قوله – في العراق وسوريا ولبنان وتركيا والمناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية، حيث تشهد المجتمعات المسيحية تراجعاً ديمغرافياً مستمراً.

خطاب سياسي بغطاء ديني

غير أن هذه التصريحات لم تمرّ دون انتقادات، إذ اعتبر مراقبون أن نتنياهو يوظف الملف الديني في سياق سياسي واضح، يسعى من خلاله إلى تلميع صورة إسرائيل خارجياً، في وقت تتزايد فيه التقارير الحقوقية التي تتحدث عن انتهاكات تطال الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، خاصة في القدس الشرقية، بما في ذلك القيود على الوصول إلى دور العبادة والاعتداءات المتكررة من قبل مستوطنين متطرفين.

تزامن مثير مع جدل عراقي داخلي

وتزامنت تصريحات نتنياهو مع جدل واسع في العراق، عقب حديث للكاردينال لويس ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية، عن مفهوم «التطبيع» وارتباطه بالعراق بوصفه «مهد الديانات»، في تصريحات فُسّرت شعبياً وسياسياً على أنها دعوة غير مباشرة للتطبيع مع إسرائيل.

ورغم التوضيحات اللاحقة التي أصدرتها الكنيسة الكلدانية، والتي أكدت أن المقصود هو تطبيع علاقات العالم مع العراق لاستقبال الحجاج من مختلف الأديان، إلا أن الشكوك بقيت قائمة لدى شرائح واسعة، خاصة مع استخدام مصطلح «الديانة الإبراهيمية»، الذي يعتبره منتقدون مدخلاً سياسياً لتمرير فكرة التطبيع وقبول إسرائيل كـ«دولة يهودية» ذات شرعية دينية.

سجال مفتوح بين السياسة والدين

في المحصلة، يرى متابعون أن تصريحات نتنياهو لا تنفصل عن سياق إقليمي ودولي معقد، تُستغل فيه القضايا الدينية لإعادة رسم السرديات السياسية، في وقت تبقى فيه أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط مرتبطة بعوامل أعمق، تتجاوز الخطابات الرسمية، وتشمل الحروب، والهجرة، والاضطرابات الأمنية، إضافة إلى سياسات الاحتلال نفسها.

وبين ادعاءات «الحرية الدينية الكاملة» والواقع الميداني، يبقى السؤال مطروحاً: هل تحمي الخطابات السياسية الأقليات الدينية فعلاً، أم تُستخدم فقط كورقة في صراع النفوذ والسرديات؟

آخر الأخبار

تحقيق 7 أكتوبر… معركة ما بعد الحرب تهزّ إسرائيل: هل يبحث نتنياهو عن الحقيقة أم عن مخرج سياسي؟

تحقيق 7 أكتوبر… معركة ما بعد الحرب تهزّ إسرائيل: هل يبحث نتنياهو عن الحقيقة أم عن مخرج سياسي؟

وداعًا لقاعدة 19 درجة… لماذا أصبحت التدفئة الأدفأ خيارًا صحيًا واقتصاديًا؟

وداعًا لقاعدة 19 درجة… لماذا أصبحت التدفئة الأدفأ خيارًا صحيًا واقتصاديًا؟

سرّ الأبوة الذي يحرسه رونالدو… كريستيانو جونيور بين الحقيقة المؤجَّلة وإرث الأسطورة

سرّ الأبوة الذي يحرسه رونالدو… كريستيانو جونيور بين الحقيقة المؤجَّلة وإرث الأسطورة

حضرموت تحت نيران الجوّ السعودي: غارات مكثفة تربك حسابات «الانتقالي» وتعيد خلط الأوراق شرق اليمن

حضرموت تحت نيران الجوّ السعودي: غارات مكثفة تربك حسابات «الانتقالي» وتعيد خلط الأوراق شرق اليمن

نتنياهو و«ورقة المسيحيين»: ادعاءات الحرية الدينية في مرمى الجدل الإقليمي

نتنياهو و«ورقة المسيحيين»: ادعاءات الحرية الدينية في مرمى الجدل الإقليمي

Please publish modules in offcanvas position.