تشهد مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الغربية موجة جديدة من التفاعل مع واحدة من أغرب الفرضيات التي عادت إلى التداول مؤخرا: "نظرية بيتزا البنتاغون"، أو ما أصبح يُعرف بـ**"مؤشر البيتزا الجيوسياسي"**، والتي تربط – بشكل لا يخلو من السخرية – بين عدد طلبات البيتزا الموجهة إلى المؤسسات الأمنية الأمريكية، وبين قرب وقوع أحداث سياسية أو عسكرية كبرى.
مقالات ذات صلة:
حكم بالسجن 15 عامًا على مسرّب وثائق البنتاغون: تفاصيل عملية التسريب الأكبر منذ عقد!
البنتاغون ينفي إرسال قوات أمريكية إلى غزة
توتر بين الكونغرس والبنتاغون: اتهامات بنقل أسلحة أمريكية إلى حماس
أصل النظرية: عندما تتحول طلبات الطعام إلى مؤشرات أمنية
تستند هذه النظرية الغريبة إلى ملاحظة قديمة تعود إلى فترة الحرب الباردة، حين كانت الاستخبارات السوفيتية تراقب كثافة توصيل الطعام إلى مؤسسات الدولة الأمريكية، على اعتبار أن زيادة الطلبات قد تعني استنفارًا داخل المباني الأمنية، وبالتالي استعدادًا لتحرك غير اعتيادي.
أحد أكثر الأمثلة تداولًا وقع في 1 أوت 1990، عندما لاحظ صاحب فرع دومينوز بيتزا في واشنطن ارتفاعًا حادًا في الطلبات الموجهة إلى وكالة الاستخبارات المركزية. لم يمرّ الأمر مرور الكرام، فبعد ساعات، اجتاح العراق الكويت، لتندلع حرب الخليج الأولى.
وفي ديسمبر 1998، وخلال إجراءات عزل الرئيس بيل كلينتون، تكررت الظاهرة، ما عزز من قناعة البعض بوجود "نمط سرّي يمكن تتبعه".
يوم البيتزا العظيم: 13 أفريل 2024
بلغت النظرية ذروتها في 13 أبريل 2024، حين لوحظ ازدحام غير عادي أمام مطاعم البيتزا القريبة من البنتاغون والبيت الأبيض، وتزامن ذلك مع هجوم إيراني بطائرات مسيّرة على إسرائيل. وقد انتشرت صور عبر منصة X (تويتر سابقًا) توثق طوابير أمام مطاعم "بابا جونز" و"دومينوز".
وبات لحركة البيتزا حول البنتاغون حساب خاص على X باسم @PenPizzaReport، يرصد بشكل شبه يومي التغييرات في الطلبات، وغرّد يوم 1 جوان قائلا:
"ازدحام مفاجئ عند دومينوز الأقرب إلى البنتاغون قبل الإغلاق بساعة... هل نحن على أبواب توتر جديد؟"
وبعد ساعات، بالفعل، تصاعدت التوترات من جديد بين إيران وإسرائيل.
السخرية الجادة: هل ثمة شيء وراء هذا "العبث"؟
رغم أن "نظرية البيتزا" تبدو للوهلة الأولى مادة هزلية أو نوعا من المزاح الثقيل، إلا أنها تقوم على ملاحظات واقعية ملفتة. وقد عقّب الصحفي الشهير وولف بليتزر، مراسل CNN خلال حرب الخليج، قائلاً في تقرير ساخر:
"القاعدة الذهبية للصحفيين؟ راقبوا حركة البيتزا دائمًا!"
🍕 البيتزا كمؤشر سياسي؟!
سواء كانت مجرد صدفة متكررة، أو مؤشرًا على استنفار خفي داخل دهاليز السياسة الأمريكية، تبقى البيتزا – رمز الراحة والسرعة – طبقًا جانبيًا طريفًا في وليمة الأحداث الجيوسياسية الكبرى. وفي زمن تهيمن عليه الخوارزميات والتحليلات، ربما يكون "عدد البيتزات" مؤشرا لا يقل جدية – على سبيل الدعابة – عن أي تقرير استخباراتي!