متابعة – فن ونوستالجيا
في لحظة موسيقية صادقة، عاد الفنان نور شيبة ليخاطب وجدان كل مغترب، ويوقظ الحنين في قلوب التونسيين، عبر عمله الجديد "مروح للبلاد"، الذي أطلقه مساء الجمعة 27 جوان 2025 في شكل فيديو كليب، ليكون أكثر من أغنية... بل رسالة شوق مكتوبة بالنغم والصورة.
كتب كلمات الأغنية ولحنها بنفسه، ليحمل العمل بصمته الوجدانية الخاصة، وتولى محمد رزقي التوزيع الموسيقي، فجاء التوزيع متوازنًا بين نَفَس الأصالة وجرأة العصر، في توليفةٍ نادرة أعادت للأغنية التونسية بريقها العاطفي العميق.
🏠 الحنين ليس كلمة... بل لحن يسكن الذاكرة
"مروح للبلاد" ليست فقط أغنية عن العودة، بل سفرٌ داخلي في الذات، في ذاكرة الطفولة، في دفء حضن الأم، وصوت الحي القديم.
في كل كلمة، قصة. وفي كل نغمة، تنهيدة. والمغترب هنا ليس فقط من غادر وطنه، بل أيضًا من ابتعد عن جذوره، عن صوته الداخلي.
🎥 المدينة العتيقة... بطل صامت يتكلم بالحجارة
أخرج الكليب إسلام الرزقي (استرو)، واختار أن يكون التصوير بين أزقة المدينة العتيقة، حيث الجدران تنطق بالتاريخ، والبيوت تتنفس حكايات الزمن الجميل.
اللقطات جاءت حالمة وواقعية في آن، حيث الحياة اليومية، الخبز الساخن، رائحة القهوة، والنداء من شباك الأم، كلها عادت لتشكّل المشهد البصري لأغنية تسكن في القلوب.
👵 لطيفة القفصي... الأم التي لا تُنسى
ظهرت الممثلة القديرة لطيفة القفصي في دور الأم، أداءً رمزيا مفعما بالحسّ، ليضيف على الأغنية لمسة إنسانية عالية النبرة. بصمتها كانت كأنها دعاء أمٍ ينتظر ابنها العائد من الغياب الطويل.
🧳 ليست مجرد عودة… بل رجوع إلى الروح
الأغنية تُعدّ في جانب منها سيرة وجدانية شخصية لنور شيبة، الذي عاش فترات من الغياب عن أرضه، فحوّل تلك التجربة إلى قصيدة مصوّرة، يُهديها لكل تونسي تاه قلبه في الغربة، وظل يحمل تراب الوطن في صمته.
إلى الوطن... وإلى الأم
"مروح للبلاد" ليست فقط نشيد حنين، بل تحية للأم، وللوطن، وللجذور التي لا تجفّ.
إنها أغنية تذكرنا بأن فينا طفلًا صغيرًا لا يزال ينتظر حضن الأم ودفء البيت القديم، وأنّ العودة ليست نهاية الطريق، بل بدايته الحقيقية.