متابعة الحبيب بنصالح – تونس
ولد عمر بن مختار بن عمر المنفي الهلالي في 20 أغسطس 1858 بالجبل الأخضر، ونشأ في بيئة محافظة على قيم الدعوة السنوسية، التي غرس فيها روح الجهاد الوطني والولاء للوطن. منذ طفولته، أظهر حسًّا بالقيادة والتزامًا بالمبادئ، معبّرًا عن ولائه بالقول: "إن قيمتي في بلادي – إذا ما كانت لي قيمة أنا وأمثالي – مستمدة من السنوسية".
📅 الجدول الزمني لحياة عمر المختار ومعاركه
1858 : ولادة عمر المختار بالجبل الأخضر.
1897 : تولى مشيخة زاوية القصور بالجبل الأخضر.
1899 : رافق الشيخ محمد المهدي السنوسي إلى التشاد، وأصبح شيخ زاوية عين كلكة.
1899-1902 : شارك في معارك السنوسية ضد الفرنسيين في التشاد.
1906 : عاد إلى الجبل الأخضر ليتولى مجددًا مشيخة زاوية القصور ويصبح قائدًا للمعسكرات السنوسية.
1908 : شارك في المعارك ضد القوات البريطانية على الحدود الليبية-المصرية.
29 سبتمبر 1911 : إعلان الحرب الإيطالية على الدولة العثمانية، وبدء الغزو الإيطالي لليبيا.
أواخر 1911 : شارك في معركة السلاوي، وتولى قيادة المجلس الأعلى للعمليات الجهادية.
1912 : انسحاب الأتراك من ليبيا بموجب معاهدة لوزان، وواصل المختار الجهاد بمفرده مع المجاهدين الليبيين.
1912-1922 : خاض حربًا طويلة ضد القوات الإيطالية، محققًا سلسلة انتصارات وملحقًا خسائر فادحة بالغزاة.
1922 : انسحاب السنوسيين إلى مصر، واستمرار المختار في حرب العصابات ضد الإيطاليين.
1929 : رفض كل محاولات التفاوض مع الإيطاليين لاستسلامه أو خروجه من البلاد.
1931 : وقع أسيرًا بعد يومين من قتال مستميت في الجبل الأخضر.
16 سبتمبر 1931 : تنفيذ حكم الإعدام شنقًا أمام آلاف الليبيين في بنغازي، ليصبح أسطورة خالدة للمقاومة.
تحليل مسار حياته
- القيادة المبكرة: منذ شبابه، أظهر المختار قدرة فريدة على قيادة المجاهدين وتنظيم المعارك، مما جعله محل ثقة مشايخ السنوسية.
- المعركة ضد الاستعمار: خاض حربًا استمرت عشرين سنة ضد الإيطاليين، مستخدمًا أساليب حرب العصابات بمهارة فائقة.
- الثبات والمبادئ: رفض الاستسلام رغم المحاولات الإيطالية للتفاوض، مفضّلًا الاستمرار في الدفاع عن وطنه حتى النهاية.
- الإرث التاريخي: ترك المختار إرثًا خالدًا ليس فقط كقائد عسكري، بل كمجاهد وطني ملهم، يمثل رمز الصمود والشجاعة للأجيال القادمة.
كلمات خالدة
قبل إعدامه، خاطب المختار ضابطًا إيطاليًا قائلاً:
"نحن لا نستسلم… ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي"
هذه الكلمات رسخت المختار كأسطورة حيّة للمقاومة الوطنية، رمزًا للشجاعة والثبات في مواجهة الاستعمار.