تشير التقديرات إلى أن أكثر من 100 ألف تونسي يعانون من مرض الزهايمر بشكل مباشر، فيما يتأثر مئات الآلاف من أفراد العائلات بالآثار النفسية والاجتماعية لهذا المرض المزمن. وتبرز هذه الأرقام حجم التحدي الصحي والإنساني في تونس، حيث يُعد الزهايمر من أبرز الأمراض العصبية التي تصيب كبار السن وتؤثر على جودة حياتهم وحياة أسرهم.
وفي إطار الاحتفال بـاليوم العالمي لمكافحة مرض الزهايمر الموافق لـ21 سبتمبر، ينظم المركز المتخصص في التشخيص المبكر والمتابعة الدقيقة لاضطرابات الذاكرة (AFA ENTER) يوم الأحد 21 سبتمبر تظاهرة افتراضية واسعة النطاق، تشمل بثًا مباشرًا لحوارات صحية مع خبراء في المجال عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي للمركز.
التوعية والفحص المبكر
تهدف التظاهرة إلى توعية أكبر عدد ممكن من المواطنين مجانًا، ونقل رسالة الأمل والمسؤولية المشتركة في مواجهة هذا التحدي الصحي والإنساني. وستتناول مختلف جوانب المرض، من الأعراض، التشخيص المبكر، التعريف بالمرض، والفرق بين الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف. ويأتي التركيز على أهمية التشخيص المبكر لما له من تأثير إيجابي مباشر على تحسين جودة حياة المصابين وإبطاء تقدم المرض.
الإحصائيات المحلية والعالمية
ويستعرض المركز خلال الفعالية الوضع الوبائي محليًا وعالميًا، حيث يُقدر عدد المصابين عالميًا بـ 55 مليون شخص، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 140 مليون شخص بحلول عام 2050، ما يعكس اتساع نطاق هذا التحدي الصحي على الصعيد الدولي. أما في تونس، فتشير التقديرات إلى تفاقم عدد الحالات نتيجة شيخوخة المجتمع وانتشار الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، ما يجعل من الزهايمر قضية تتطلب تدخلات عاجلة على الصعيد الصحي والاجتماعي.
الجانب الإنساني والاجتماعي
تركز التظاهرة أيضًا على الجوانب الإنسانية للمرض، من خلال تقديم قصص حية وتجارب يومية لعائلات تونسية تعيش مع الزهايمر، لتسليط الضوء على الصعوبات النفسية والاجتماعية التي يواجهها المرضى وأسرهم. كما تعرض الفعالية أنشطة المركز ومساهماته الوطنية والدولية، بهدف تعزيز الوعي بالجهود المبذولة للتكفل بالمرضى وتقديم الدعم لهم ولأسرهم.
الوقاية وأسلوب الحياة الصحي
تركز التظاهرة على جانب الوقاية الصحية، من خلال تقديم نصائح عملية يمكن للجمهور اتباعها للحد من خطر الإصابة، وتشمل:
- نمط حياة صحي يشمل النشاط البدني المنتظم والرياضة.
- التغذية المتوازنة مع تقليل الدهون والسكريات.
- التمارين الذهنية لتعزيز وظائف الدماغ.
- التحكم في عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
- إدارة التوتر النفسي والتقليل من القلق والضغوط اليومية.
كما يتيح البث المباشر للجمهور طرح الأسئلة والتفاعل مع الخبراء مباشرة، بهدف نشر المعرفة وزيادة الوعي الصحي في المجتمع.
رسالة أمل ومسؤولية مشتركة
تشير التقديرات إلى أن مرض الزهايمر لا يؤثر على المصاب وحده، بل يمس جميع من حوله، ما يجعل التوعية والفحص المبكر مسؤولية جماعية. وتؤكد التظاهرة الافتراضية أن التدخل المبكر والالتزام بنمط حياة صحي يمكن أن يقلل من المضاعفات ويزيد من جودة حياة المرضى، بينما توفر المعلومات الصحيحة والدعم النفسي للعائلات فرصة لمواجهة التحديات اليومية التي يفرضها المرض.
بهذه الفعالية، يسعى المركز إلى نشر المعرفة، تعزيز الوعي، وتحفيز المجتمع على الانخراط في جهود الوقاية والدعم، لتكون تونس نموذجًا في التكفل بمرضى الزهايمر على المستوى الإقليمي، مع مراعاة الجوانب الطبية والاجتماعية والإنسانية لهذا المرض المعقد.
