اختر لغتك

هواري بومدين.. المحارب الأخير

“سيحكم علينا التاريخ بأننا خونة ومنهزمون وبأننا قصرنا في أداء واجبنا إذا ما نحن قبلنا هذه الهزيمة وهذه النكسة”، التاسع عشر من يونيو، مخاطبًا الشعب الجزائري عبر المذياع، معلنًا وقوف الجزائر مع الدول العربية التي وقعت بعض أجزائها تحت عدوان الاحتلال الإسرائيلي، في الخامس من يونيو 1967، فيما يعرف إعلاميًا بالنكسة التي شهدتها مصر وتسببت في احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء، فلم تنل ربطة العنق الأمريكية أو البدلة الفرنسية من عقيدة الثائر التي تشبعت بها شخصية الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين.

ولد بوخروبة محمد إبراهيم، الذي عرف فيما بعد باسم -هواري بومدين-، في مدينة قالمة الواقعة شرق الجزائر، لعائلة بسيطة يعمل عائلها -والده- فلاحًا، 23 أغسطس 1932  وختم القرآن الكريم وهو شاب وأصبح يدرّسه لأبناء قريته قبل أن يلتحق بالأزهر، فرارًا من تلقي العلم الفرنسي، في رحلة شاقة ليصل إلى القاهرة عام 1950 عبر تونس.

ومع اندلاع الثورة الجزائرية في 01 نوفمبر 1954 انضم إلى جيش التحرير الوطني في المنطقة الغربية وتطورت حياته العسكرية  إذ شارك في الإشراف على تدريب وتشكيل خلايا عسكرية قبل أن يصبح قائد الأركان الغربية فقائد الأركان حتى وصل لمنصب وزير الدفاع في حكومة الاستقلال 1962  وضمن له رصيده العلمي موقعا متقدما في جيش التحرير الوطني حتى قاد انقلابًا أطاح فيه بالرئيس أحمد بن بلة في 19 مايو 1965.

وبعد أن تمكن بومدين من ترتيب البيت الداخلي شرع في تقوية الدولة على المستوى الداخلي وكانت أمامه ثلاثة تحديات وهي الزراعة والصناعة والثقافة، القطاعات الثلاث التي حقق فيهم إنجازات جمّة، انصرف لتقوية العلاقات الجزائرية الخارجية مع الدول العربية التي شهدت فترة تعاون على كافة المستويات، فلا ينكر أحد الموقف الذي تبنته الجزائر في عهده مع الدول العربية التي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد نكسة 67 وقبلها.

وفي حرب أكتوبر 1973 وضع كل إمكانيات الجزائر العسكرية تحت تصرق القيادة المصرية برئاسة الرئيس الراحل محمد أنور السادات،  كذلك شرع على تقوية العلاقات الجزائرية – الخليجية، كما افتتحت منظمة التحرير الفلسطينية أول مكتب لفلسطين في الجزائر كان ذلك في صيف عام 1965.

أصيب هواري بومدين صاحب شعار “بناء دولة لاتزول بزوال الرجال” بمرض استعصى علاجه وقلّ شبيهه، وفي بداية الأمر ظن الأطباء أنّه مصاب بسرطان المثانة، غير أن التحاليل الطبية فندّت هذا الإدعّاء وذهب طبيب سويدي إلى القول أن هواري بومدين أصيب بمرض “والدن ستروم” وكان هذا الطبيب هو نفسه مكتشف المرض وجاء إلى الجزائر خصيصا لمعالجة بومدين، وتأكدّ أنّ بومدين ليس مصابا بهذا الداء وقد مات هواري بومدين في صباح الأربعاء 27 ديسمبر 1978.

 

آخر الأخبار

سفارة إيران بتونس تحيي الذكرى 36 لرحيل الإمام الخميني والذكرى الأولى لرحيل  الرئيس إبراهيم رئيسي:

سفارة إيران بتونس تحيي الذكرى 36 لرحيل الإمام الخميني والذكرى الأولى لرحيل  الرئيس إبراهيم رئيسي

في حضرة العيد، نكتب إليكم تهنئةً معطّرةً بالصفاء... كل عام وأنتم النقاء كله

في حضرة العيد، نكتب إليكم تهنئةً معطّرةً بالصفاء... كل عام وأنتم النقاء كله

🎤 ليلة العيد على قناة تونسنا... نجوم الراي والطرب الشعبي يلهبون أجواء "أنا والمدام" في حلقة غير مسبوقة!

🎤 ليلة العيد على قناة تونسنا... نجوم الراي والطرب الشعبي يلهبون أجواء "أنا والمدام" في حلقة غير مسبوقة!

تونس تودّع حسونة المصباحي… رحيل "الرحّالة الحالم" في زمن العزلة الثقافية

تونس تودّع حسونة المصباحي… رحيل "الرحّالة الحالم" في زمن العزلة الثقافية

عمال ميناء مرسيليا يوقفون شحنة أسلحة متجهة لإسرائيل رفضًا لـ"الإبادة في غزة"

عمال ميناء مرسيليا يوقفون شحنة أسلحة متجهة لإسرائيل رفضًا لـ"الإبادة في غزة"

Please publish modules in offcanvas position.