نظّمت سفارة دولة قطر بتونس، مساء الأحد 14 ديسمبر، حفل استقبال رسمي بمناسبة الذكرى السنوية لليوم الوطني لدولة قطر، بحضور بارز لشخصيات سياسية وثقافية وإعلامية، إلى جانب عدد من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب، ووزراء الداخلية والصحة والاستثمار، ورئيسي الغرفتين النيابيتين.
وفي كلمته بالمناسبة، جدّد سفير دولة قطر بتونس، زايد بن سعيد راشد الكميت الخيّارين، التأكيد على عمق العلاقات القطرية التونسية وتجذرها التاريخي، موضحًا أن الاحتفال هذا العام جاء تحت شعار "بكم تعلو ومنكم ترتقي"، في رسالة تضع الإنسان والشباب في صميم مسار البناء والتنمية. وأشاد السفير بالزخم الكبير للحضور الرسمي والشعبي، معتبرًا أنه يعكس المكانة الخاصة التي تجمع الشعبين الشقيقين.
وأوضح السفير أن العلاقات الثنائية لم تُبنَ على مصالح ظرفية، بل على أخوة صادقة وقيم إنسانية مشتركة، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة مدعومة بأكثر من 80 اتفاقية رسمية، مع وجود أكثر من 50 ألف تونسي يعيشون ويعملون في قطر، ما يعكس قوة الروابط الشعبية بين البلدين.
وأكد السفير أن توجيهات أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفخامة الرئيس قيس سعيّد أسهمت في تطوير العلاقات في مجالات الاستثمار والتنمية والتعليم والثقافة، معربًا عن تفاؤله بمستقبل التعاون بين البلدين وفرصه الواعدة.
وعلى الصعيد الإقليمي، جدّد السفير موقف قطر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مشددًا على أن إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تمثل الطريق الوحيد لتحقيق السلام، مع تثمين الاعتراف الدولي المتنامي بدولة فلسطين. كما سلط الضوء على الدور الدبلوماسي الفاعل لقطر في الوساطة الدولية، من كولومبيا والكونغو إلى أفغانستان، وجهودها الإنسانية في أوكرانيا وروسيا، ودورها المحوري في الوساطة خلال العدوان على قطاع غزة، مع الإشارة إلى العمل المشترك مع مصر والولايات المتحدة لتثبيت مسار التهدئة ومنع تجدد القتال.
من جهتها، أكدت تونس انفتاحها على استقطاب مزيد من الاستثمارات القطرية، حيث شدد وزير الداخلية خالد النوري على حرص تونس على توفير كل التسهيلات للمستثمرين القطريين، مؤكّدًا تطلع الدولة لتوسيع التعاون الثنائي إلى مستوى شراكة مثمرة، مع الاعتماد على القطاع الخاص ورجال الأعمال لدفع التعاون الاقتصادي. كما نوّه بالحركية الإيجابية للعلاقات التونسية القطرية، لا سيما في ظل تكثيف الزيارات الرسمية، على غرار زيارة وزير الخارجية محمد علي النفطي إلى الدوحة في ماي الماضي.
