في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ بداية الصراع في السودان، قُتل 40 شخصًا على الأقل وأصيب العشرات في هجوم استهدف تجمع عزاء بمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وفق ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم الأربعاء 5 نوفمبر 2025.
المكتب لم يُحدد الجهة المنفذة للهجوم، لكنّه حذّر من أن الوضع الأمني في منطقة كردفان يشهد تدهورًا متسارعًا مع احتدام المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تخوض منذ أشهر معارك عنيفة للسيطرة على المدن الاستراتيجية في وسط وغرب البلاد.
ويأتي الهجوم الدامي في وقتٍ تصاعد فيه التوتر السياسي والعسكري بعد أن رفض الجيش السوداني مقترحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار، معلنًا عزمه على “حشد الدعم الشعبي لقتال المتمردين”.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن مصادر دبلوماسية أنّ قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان ترأّس اجتماعًا طارئًا لمجلس الدفاع السوداني لبحث تداعيات تدهور الأوضاع الأمنية وتوسّع رقعة القتال.
يُذكر أن قوات الدعم السريع كانت قد سيطرت الشهر الماضي على مدينة الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، في خطوة وُصفت بأنها تحوّل خطير في ميزان القوى الميدانية.
ومع استمرار الصراع واتساع رقعة الدمار، تحذّر منظمات أممية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد ملايين المدنيين في مناطق القتال، وسط غياب أفق سياسي واضح يضع حدًّا لهذه الحرب المنهكة.



