اختر لغتك

راضية النصراوي صاحبة الضمير التونسي الناصع

راضية النصراوي صاحبة الضمير التونسي الناصع

راضية النصراوي صاحبة الضمير التونسي الناصع - كابوس جديد

كابوس جديد
 
تعرف المحاكم التونسية صوت راضية نصراوي جيدا وقد رافعت في جميع القضايا السياسية دون اعتبار لهوية الضحية السياسية ودون مقابل. كما رافعت في القضايا الاجتماعية دون مقابل أيضا. كانت راضية دائما هناك حيث يوجد الظلم دون حسابات.
 
لقد حافظت راضية النصراوي، المرأة الرمز والمدافعة الشرسة بلا هوادة عن الحق والمنتصرة الشرسة للمظلومين، على نفس الوتيرة في خطابها الهادئ والعقلاني الوازن بعيدا عن الانفعالية.
 
كانت ولا تزال مثالا للالتزام السياسي والحقوقي وبذلك خطت لنفسها مسلكا فريدا ومقاما ساميا. لكن الثورة لم تمنح النصراوي أي مكاسب وقد أكدت بنفسها أنه لم يتحقق أي مكسب من مكاسب الثورة التونسية، وأضافت أن التعذيب في السجون ما زال متواصلا حتى الآن على غرار البطالة وارتفاع الأسعار. كانت قد ترأست أثناء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي قائمة حزب العمال الشيوعي التونسي “البديل الثوري” في دائرة تونس 2، إلا أنها لم تتحصل إلا على 1.25 بالمئة من الأصوات. ورغم أنها لطالما اعتبرت أن التعذيب هو شكل من أشكال الإرهاب وجريمة تمارس بسبب الإفلات من العقاب، فإن النتائج النهائية لانتخابات أعضاء الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب أثارت جدلا كبيرا واستنكارا من متتبعي الشأن السياسي في تونس حيث اعتبروا أن الولاءات والانتماءات السياسة لعبت دورا كبيرا.
 
ويرى العديدون أن استبعاد النصراوي التي كانت مرشحة لترؤس الهيئة كان بسوء نية ومقصودا، في حين تم انتخاب ضياء الدين مورو ابن نائب رئيس مجلس النواب  السابق، والقيادي في حركة النهضة الإسلامية، عبدالفتاح مورو رئيسا لها، وهو ما اعتبره كثيرون مؤشرا على أن هذه الهيئة متحزبة.
 
عبرت النصراوي عن تسامح كبير وسبق أن أكدت أن بن علي لو كان عاد إلى تونس و”اعترف بجرائمه واعتذر عنها” فإنها ستدافع عن حقه في محاكمة عادلة تحترم كرامته وحرمته الجسدية، شأنه شأن أي إنسان، موضحة أن حقوق الإنسان للجميع وأن احترام الكرامة للجميع وأكدت أنها “لن تسمح بأن يزج بإنسان في مثل سن بن علي في السجن”، مضيفة أنها لا تعادي الأمن ولا تكن للأمنيين أي حقد رغم ما حصل لها من اعتداءات.
 
وقد أدانت النصراوي مطالبة السجناء السياسيين وخاصة السجناء الإسلاميين في عهد بن علي بالتعويضات المادية. وقالت إن “نيلسون مانديلا قضى 27 سنة في السجن ولم يطالب يوما بالتعويض المادي”.
 
أنصف العالم النصراوي معترفا بقوتها إذ اُختيرت ضمن اللائحة القصيرة للمرشحين لجائزة نوبل للسلام 2011. وتحصلت على جائزة أولف بالمه لحقوق الإنسان 2013، وجائزة رولون برڨر، وجائزة كمال جمبلاط وجائزة خوزنبينينغ الهولندية، وقد حازت دكتوراه فخرية مرتين في حياتها. كما انتخبت عضوا خبيرا في لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، وقد تمّ هذا الانتخاب بـ62 صوتا من جملة 70.
 
 
لبنى الحرباوي
صحافية تونسية
 
 

آخر الأخبار

قطر: تكريم المعهد الوطني التونسي للتراث

قطر: تكريم المعهد الوطني التونسي للتراث

مسرحية "على وجه الخطأ" في المهرجان الوطني للمسرح التونسي

مسرحية "على وجه الخطأ" في المهرجان الوطني للمسرح التونسي

تونس: لقاء هام حول "الحوكمة والوقاية من الفساد: منع غسل الأموال ومكافحة الإرهاب"

تونس: لقاء هام حول "الحوكمة والوقاية من الفساد: منع غسل الأموال ومكافحة الإرهاب"

الجامعة التونسية لكرة القدم تكشف كواليس الـVAR بين النظرية والتطبيق:

الجامعة التونسية لكرة القدم تكشف كواليس الـVAR بين النظرية والتطبيق

زيت الزيتون التونسي على مفترق طرق: الأسعار تبدأ من 12 دينار للتر ومخاطر الأسواق العالمية تلوح في الأفق

زيت الزيتون التونسي على مفترق طرق: الأسعار تبدأ من 12 دينار للتر ومخاطر الأسواق العالمية تلوح في الأفق

Please publish modules in offcanvas position.