منذ اندلاع الحرب في غزة، تعاقبت المبادرات والمقترحات: مصرية، أممية، أوروبية… لكن جميعها اصطدمت بجدار صلب من الشروط المتناقضة. اليوم، يأتي المقترح الأميركي ليحمل "ضمانات جديدة"، لكن هل يختلف فعلاً عن سابقاته؟
⚖️ مقارنة بالمبادرات السابقة
المبادرة المصرية: ركزت على وقف إطلاق نار فوري يتبعه تفاوض حول الملفات الإنسانية (المعابر، المساعدات، الأسرى). لكنها واجهت رفضاً إسرائيلياً بحجة أنها تمنح حماس فرصة لإعادة التسلح.
مبادرات الأمم المتحدة: طالبت بوقف إطلاق نار إنساني متكرر، لكنها لم تتجاوز عتبة القرارات الرمزية بسبب الفيتو الأميركي في مجلس الأمن.
التحركات الأوروبية: تاهت بين دعوات إنسانية مترددة (إسبانيا، إيرلندا) ومواقف داعمة لإسرائيل (ألمانيا، فرنسا)، مما أضعف ثقلها.
📌 ما الذي يميز المقترح الأميركي؟
- ضمانات بعدم استئناف العمليات العسكرية طوال المفاوضات.
- إمكانية إعادة التموضع الإسرائيلي بدل الانسحاب الكامل، وهو صيغة وسطية تراها واشنطن "قابلة للتنفيذ".
- ضغط علني من ترامب على حماس، مقروناً بتهديد مباشر غير مسبوق.
🚧 العقبات أمام النجاح
- موقف حماس: لن تقبل بأقل من انسحاب شامل وتزامن مع ملف الرهائن.
- إسرائيل: تعتبر أي انسحاب كامل "انتصاراً مجانياً لحماس".
- الانقسام الأوروبي: يضعف قدرة الاتحاد الأوروبي على لعب دور ضاغط أو داعم موحد.
- العامل الزمني: كل يوم إضافي من القتال يرفع كلفة التسوية ويزيد من تصلب المواقف.
🔮 السيناريوهات المحتملة
- نجاح جزئي: وقف مؤقت للعمليات مع ترتيبات إنسانية عاجلة، لكنه هش وقابل للانفجار عند أول خلاف.
- فشل ذريع: انهيار الخطة بسبب تعنت أحد الطرفين، وهو ما قد يفتح الباب أمام تصعيد إقليمي أوسع.
- حل توافقي لاحق: استمرار الضغط الدولي قد يدفع نحو نسخة معدلة من المبادرة المصرية، تجمع بين الانسحاب التدريجي وإطلاق سراح متبادل للأسرى.
✅ الخلاصة: المقترح الأميركي ليس سوى محاولة جديدة لإدارة الأزمة أكثر مما هو حل جذري. فرص نجاحه أكبر نسبياً من المبادرات السابقة بسبب ثقل واشنطن، لكنه يظل رهينة معادلة معقدة: انسحاب مقابل رهائن.