كيوتو – اليابان | ماي 2025
في خطوة غير مسبوقة تمثل احتجاجًا مدنيًا نادرًا في اليابان، فرضت شركة تشغيل فنادق بمدينة كيوتو على الزبائن القادمين من إسرائيل توقيع تعهد خطي بعدم التورط في جرائم حرب، وذلك كشرط مسبق لقبول إقامتهم في أحد فنادقها.
وأكد مدير الشركة، كيشي إيس، في تصريح لوكالة الأناضول، أن هذا القرار جاء بدافع شخصي وإنساني، كرد فعل على ما وصفه بـ"المجازر غير المقبولة" التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن صور الأطفال تحت الأنقاض كانت كافية لدفعه نحو اتخاذ موقف ملموس.
قانون ياباني لا يسمح برفض العملاء
وأوضح كيشي، الذي يعمل في مجال الفندقة منذ عشر سنوات، أن القانون الياباني لا يسمح برفض الزبائن على أساس العرق أو الجنسية أو المواقف السياسية، وهو ما جعله يبحث عن وسيلة قانونية للتعبير عن احتجاجه، دون خرق التشريعات المحلية.
وقال في هذا السياق:
"كنت أتساءل ماذا يمكنني فعله. في اليابان لا يُسمح لنا قانونيًا برفض الزبائن، لذلك استحدثنا إجراء يتماشى مع القوانين، وهو مطالبة الضيوف الإسرائيليين بتوقيع تعهد بعدم التورط في جرائم حرب".
وأكد المدير أن هذا الإجراء لا يُستهدف به أحد بعينه، بل يُطبّق على جميع الضيوف الأجانب بشكل عام، لكن الدافع الرئيسي كان ما يحصل في غزة.
صدى واسع وخطوة رمزية
رغم بساطة الخطوة من الناحية الإجرائية، فإنها أثارت اهتمامًا إعلاميًا وشعبيًا كبيرًا، نظرًا لحساسية الموضوع في السياق الدولي. كما يرى بعض المراقبين أن هذه الخطوة تعكس تحولًا في أشكال التعبير المدني العالمي عن رفض الجرائم المرتكبة في مناطق النزاع، خصوصًا في ظل العجز الرسمي عن إيقاف الحرب.
وفي حين لم تُسجّل ردود فعل رسمية من الحكومة الإسرائيلية على هذه الحادثة حتى الآن، فإن التوقعات تشير إلى إمكانية تصعيد دبلوماسي، خاصة في حال تبني مؤسسات أخرى في اليابان أو دول أخرى إجراءات مماثلة.