في تصعيد لافت على جبهة العلاقات الدولية، هاجم رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين 19 ماي 2025، قادة كل من بريطانيا وفرنسا وكندا، على خلفية انتقاداتهم الشديدة للهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين.
تصريحات غاضبة وسط ضغوط دولية متزايدة
وقال نتنياهو في بيان رسمي، إن الحرب "يمكن أن تنتهي غدًا" إذا ما قامت حركة حماس بـ"إطلاق سراح الرهائن، وإلقاء أسلحتها، ونفي قادتها القتلة"، مؤكدًا أن "إسرائيل لن تقبل بأقل من جعل غزة منطقة منزوعة السلاح بالكامل".
وتابع في خطاب شديد اللهجة:
"قادة لندن وباريس وأوتاوا يمنحون حماس جائزة كبرى بتصريحاتهم الأخيرة، ويشجعون على تكرار مجازر السابع من أكتوبر".
وأضاف نتنياهو:
"هذه حرب الحضارة ضد الهمجية، وإسرائيل ستواصل الدفاع عن نفسها بكل الوسائل حتى تحقيق النصر الكامل".
تحذيرات من عقوبات غربية
وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، قد أصدروا بيانًا مشتركًا وصفوا فيه الهجوم الإسرائيلي بأنه "تصعيد بشع وغير متناسب"، محذرين من اتخاذ إجراءات ملموسة قد تصل إلى فرض عقوبات ما لم يتم إنهاء العمليات العسكرية فورًا وفتح الممرات الإنسانية دون قيود.
كما أكد القادة الثلاثة أن دعمهم لإسرائيل "لا يعني السكوت عن الانتهاكات"، داعين حماس في الوقت ذاته إلى إطلاق سراح الرهائن فورًا.
مواجهة دبلوماسية مفتوحة
رد نتنياهو كشف عن توتر دبلوماسي متصاعد بين تل أبيب وعدد من الحلفاء التقليديين، وسط تساؤلات عن إمكانية تحوّل التصريحات الغربية إلى خطوات عملية قد تشمل تعليق صفقات تسليح أو فرض قيود مالية على مسؤولين إسرائيليين متورطين في إدارة الحرب.
وفي ظل تصاعد الضغط الشعبي والدولي، يبدو أن التحالفات التقليدية لإسرائيل تمرّ باختبار غير مسبوق منذ بدء الحرب الأخيرة على غزة.
قطاع غزة: المجازر تتواصل والوضع الإنساني كارثي
ميدانيًا، يتواصل القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد العشرات من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، خلال الأيام الماضية، بينما تعيش المؤسسات الإنسانية حالة شلل بسبب القيود على دخول المساعدات.
وتتزايد الدعوات الدولية، بما فيها من داخل الولايات المتحدة، لوقف إطلاق النار، مع تصاعد المخاوف من انهيار شامل للوضع الإنساني في القطاع المحاصر منذ سنوات.