بقلم: عزيز بن جميع
في زمن قلّت فيه الضحكة الصادقة، وأصبحت الكلمة تبحث عن منابر نظيفة، أهداني الشاعر الكوميدي الوحيد في تونس فيصل الصمعي ديوانه الجديد الذي اختار له عنوانًا صادقًا مثل روحه: "حكايتي مع الدنيا – الأعمال الكاملة".
ديوان ليس كغيره. عمل أدبي حافل بالمفارقات، يرقص بين الضحك والدمعة، ويقدّم للقارئ مرآة لواقع تونسي فيه من السخرية ما يكفي لنكتب تاريخًا جديدًا بلغة بسيطة، ساخرة، وحادة أحيانًا.
من الحافلة إلى الباكالوريا، من أيام الكيخ كيخ إلى تشبيهات مجنونة تقارن الزوالي بالكلب، يقدّم فيصل نصوصًا تفوق التوقّع وتكسر القوالب التقليدية في الشعر. بأسلوبه السلس والمباشر، يدخل قلبك بلا استئذان، ويحرّك فيك شيئًا لا يفعله الشعر الجاد ولا النكتة العابرة.
هو شاعر الشعب والزوالية، من الطينة النادرة التي تكتب لتضحك وتفكّر، تسخر لتوجع، وتمزج بين العبث والعمق في آن واحد.
"حكايتي مع الدنيا" ليس مجرّد ديوان شعر… إنه رحلة حياة، كتاب يُقرأ كما تُروى الحكايات في المقاهي والدكاكين، لكن بحسّ شعري عالٍ وموهبة تستحق الوقوف عندها.
بكل اختصار، فيصل الصمعي ليس مجرد شاعر كوميدي، بل ظاهرة أدبية حقيقية… وديوانه الجديد إضافة نوعية للمكتبة التونسية، ورسالة مفادها أن الضحك أحيانًا أبلغ من الخطابة.