في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أعلن مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ78 عن فرض قيود صارمة على اللباس خلال فعالياته، خاصة على السجادة الحمراء، التي لطالما كانت ساحة لعرض أكثر الإطلالات جرأة وتمردًا في عالم الأزياء.
وأكّدت إدارة المهرجان، في بيان رسمي، أن هذه التغييرات تأتي في إطار سعيها "للحفاظ على اللياقة والاحترام"، بعد تزايد الانتقادات حول ما وصفته بـ"الانفلات في المظاهر" خلال الدورات السابقة. القرار يشمل منع الفساتين العارية التي تكشف أجزاء حساسة من الجسم، بالإضافة إلى حظر الفساتين الضخمة وذات الذيول الطويلة، والتي تسببت في تعطيل الحركة وعرقلة تنظيم الجلوس في صالة العروض.
وبحسب مصادر من داخل المهرجان، فإن فرق الاستقبال والأمن الداخلي تلقّت تعليمات واضحة بمنع دخول أي ضيف لا يلتزم بهذه السياسة الجديدة، التي لا تقتصر فقط على المظهر، بل تمتد إلى السلوك العام المتوقع خلال الفعاليات الرسمية.
هذا التحول المفاجئ أثار موجة من ردود الفعل المتباينة، حيث اعتبره البعض خطوة ضرورية لإعادة الاعتبار للفن والسينما على حساب الاستعراض، بينما وصفه آخرون بأنه تقييد غير مبرر لحرية التعبير الشخصية عبر الأزياء، وقد يحدّ من البريق التقليدي للسجادة الحمراء في كان، التي اعتادت أن تكون منصة للموضة العالمية.
وفي انتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة، يبقى السؤال مطروحًا: هل يُعيد مهرجان كان تمركزه حول السينما والفن فقط، أم أنه يخاطر بفقدان جزء من هويته التي ميّزته لعقود كملتقى يجمع بين الصورة، الإبداع، والجرأة؟