أعلنت اللجنة المنظّمة للجائزة العالمية للرواية العربية، المعروفة بـ«البوكر العربية»، رسميًا عن القائمة الطويلة لدورة سنة 2026، والتي ضمّت 16 رواية مختارة من بين 137 عملًا روائيًا مرشّحًا من مختلف أنحاء العالم العربي، في دورة تعكس تنوّع التجارب السردية وتعدّد الأسئلة الفكرية والجمالية المطروحة راهنًا في الرواية العربية.
وحضرت تونس في هذه القائمة المرموقة عبر رواية «أيام الفاطمي المقتول» للروائي نزار شقرون، في مشاركة تعيد الأدب التونسي إلى واجهة التنافس العربي، وتؤكّد حضوره في النقاشات الكبرى المتعلّقة بالذاكرة والهوية والتاريخ.
وتغوص رواية شقرون في أسئلة الذاكرة الممتدة بين الماضي والحاضر والمستقبل، كاشفة عن أزمة الهوية وتآكل الثوابت التاريخية في تونس ومصر، عبر بناء سردي لافت تقوم فيه روح البطل بالانفصال عن جسده، لتتحوّل إلى عين ناقدة للمجتمع والنظامين الاجتماعي والسياسي. ومن خلال هذا الاختيار الفني، تفتح الرواية أفقًا تأمليًا حول المعرفة، والمصالحة مع التاريخ، وحدود الحرية الفردية في واقع عربي مأزوم.
وتعتمد الرواية مقاربة رمزية كثيفة تمزج بين المشرق والمغرب، وبين الثورة والإخفاق، والحياة والموت، لتقدّم قراءة مختلفة للواقع العربي، لا بوصفه حدثًا آنيًا فقط، بل كمسار تاريخي متشابك ما زال يبحث عن مخرج.
وعلى مستوى بقية الأعمال المرشّحة، ضمّت القائمة الطويلة روايات من عشر دول عربية، من بينها «ماء العروس» للسوري خليل صويلح، و**«خمس منازل لله وغرفة لجدي»** لليمني مروان الغفوري، و**«البيرق»** للعُمانية شريفة التوبي، و**«في متاهات الأستاذ»** للمغربي عبد المجيد سباطة، و**«الرائي: رحلة دامو السومري»** للعراقي ضياء جبيلي، و**«عمة آل مشرق»** للسعودية أميمة الخميس.
كما سجل لبنان حضورًا مزدوجًا عبر «غيبة مي» لنجوى بركات و**«الحياة ليست رواية»** لعبده وازن، في حين مثّلت الجزائر بثلاث روايات هي «أُغالب مجرى النهر» لسعيد خطيبي، و**«حبل الجدة طوما»** لعبد الوهاب عيساوي، و**«منام القيلولة»** لأمين الزاوي.
أما مصر، فحازت النصيب الأكبر من الترشيحات بأربع روايات هي: «الاختباء في عجلة الهامستر» لعصام الزيات، و**«عزلة الكنجرو»** لعبد السلام إبراهيم، و**«فوق رأسي سحابة»** لدعاء إبراهيم، و**«أصل الأنواع»** لأحمد عبد اللطيف.
وتفتح هذه القائمة الطويلة الباب أمام سباق أدبي محتدم، تتقاطع فيه الأسئلة الجمالية مع الهواجس السياسية والوجودية، في انتظار الإعلان عن القائمة القصيرة، التي ستكشف أيّ هذه الأصوات السردية ستواصل الرحلة نحو التتويج، وأيّها سيكتفي بترك أثره في ذاكرة القراءة العربية.



