بروح فكرية متجدّدة وشعار يستعيد عمق التراث العلمي الإسلامي، “العِلم رحم بين أهله”، يحتضن المعهد العالي للعلوم الإسلامية بالقيروان يوم 11 ديسمبر الجاري يومًا دراسيًا كثيف المضامين تنظمه جمعية “مطارحات حضارية”، في محاولة جادة لإعادة طرح السؤال القديم-الجديد: هل يمكن للعلم أن يستمر دون أخلاق؟
افتتاح يحمل نبرة حاسمة
يفتتح اللقاء بتلاوة آيات من القرآن الكريم، لتتوالى بعدها كلمات مؤثرة يلقيها كل من:
- د. عبد اللطيف بوعزيزي، رئيس جامعة الزيتونة
- د. رمزي تفيفحة، مدير المعهد
- د. الصحبي بن منصور، مشرف نادي “مطارحات حضارية”
جلسة أولى… نحو جذور أخلاق العلماء
برئاسة الأستاذ الطيب الغزي، تتناول الجلسة الأولى أخلاق العلماء في المصادر الدينية والتراثية، من خلال سلسلة محاضرات لأساتذة ودكاترة يبحثون في النصوص المؤسسة للأخلاق العلمية:
- القرآن الكريم — د. إبراهيم هادفي
- السنة النبوية — د. محمد الحبيب العلاني
- في معنى عبارة: العلم رحم بين أهله — د. عبد الله الصباغ
- أخلاق العلماء في كتب الرحلة — د. عبد الرزاق المجبري
- التراثان القيرواني والزيتوني — د. الصحبي بن منصور
- أخلاق العلماء في عصر العولمة — د. يوسف الحامدي
جلسة ثانية… العلم والأخلاق بين النظرية والممارسة
في الجلسة العلمية الثانية، برئاسة د. رمزي تفيفحة، يكتسب النقاش بعدًا أكثر معاصرة تحت محور “العلم والأخلاق بين التنظير والممارسة والتجديد” عبر مداخلات لأساتذة متخصّصين:
- التوازن بين العلم والأخلاق — د. فتحي المحجوب
- أخلاق العلماء في شهادات الطلبة — د. علي خضيري
- الأخلاق من منظور فلسفي — د. سامية فطوم
- ثنائية العلم والأخلاق بين الثابت والمتحول — أ. حسام ضيفاوي
- إدماج الأخلاقيات في مناهج التعليم والبحث — د. زهراء بن عائشة
- مقارنة لأخلاق العلماء شرقًا وغربًا — د. الحبيب الطيبي
ختام بتوصيات منتظرة وتكريم المساهمين
تُختتم فعاليات اليوم بتلاوة التوصيات وتكريم المساهمين، تحت إشراف د. محمد المدنيني، وبمتابعة فريق من الأساتذة الذين قادوا الإعداد والتنظيم.
المعنى العميق للمبادرة: العلم لا يكتمل إلا بالأخلاق
في تصريح خصّ به الصحفي منصف كريمي، أكّد د. الصحبي بن منصور أنّ هذا اليوم الدراسي يهدف إلى إعادة الاعتبار لعلاقة “العلم بالأخلاق”، ليس كقيمة تجميلية بل كمنظومة تأسيسية لنهضة فكرية حقيقية.
وأضاف:
“الأخلاق لا تكون مواعظ، بل ممارسة يومية داخل الفضاء العلمي… التجارب العالمية أثبتت أن أكثر المؤسسات إنتاجًا هي تلك التي تبني ثقافة الاحترام والعمل الجماعي.”
وأشار إلى أن هذا اللقاء يسعى إلى وضع نموذج جامع للربط بين العلم والأخلاق عبر:
- إدماج الأخلاقيات في مناهج البحث العلمي
- ترسيخ احترام الاختلاف وآداب الحوار
- تعزيز وعي الباحثين بالملكية الفكرية والنشر العلمي
- دعم البحث المسؤول اجتماعيًا
- مقاومة التنافس المفرط وبناء ثقافة التعاون
القيروان… حين تعود إلى دورها التاريخي
بهذا اليوم العلمي المكثّف، تعود القيروان لتؤكد أنها ليست مجرد مدينة تراث، بل فضاء فكري قادر على قيادة نقاشات عميقة حول مستقبل البحث العلمي وأخلاقه.
منصف كريمي



