في خطوة غير متوقعة تهزّ التقاليد الصارمة للمملكة، كشفت مصادر مطلعة عن افتتاح السعودية متجرين جديدين لبيع المشروبات الكحولية، أحدهما مخصص للموظفين الأجانب غير المسلمين في شركة أرامكو شرق المملكة، والآخر للدبلوماسيين في جدة. خطوة اعتبرها مراقبون بداية انفتاح اجتماعي مدوّي في المملكة، بعد عقود من الحظر الصارم الذي فرضه الملك عبد العزيز آل سعود منذ خمسينات القرن الماضي.
المثير أن هذا القرار جاء رغم التقاليد الدينية الصارمة والقوانين المشددة التي كانت تجرّم حيازة أو استهلاك الكحول بعقوبات تصل للسجن والجلد والترحيل للأجانب، في رسالة صادمة بأن المملكة بدأت فعلياً فتح أبوابها أمام فئات محددة من المقيمين والزوار.
ويأتي هذا التحوّل ضمن سلسلة إصلاحات اجتماعية وثقافية واسعة يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي سمح خلال السنوات الأخيرة بإعادة فتح دور السينما، وتنظيم مهرجانات موسيقية مختلطة، وإطلاق مشاريع سياحية ضخمة مثل مدينة نيوم المستقبلية.
ورغم التأكيد الرسمي بأن رفع الحظر الكامل على الكحول غير وارد، إلا أن افتتاح هذين المتجرين يمثّل اختراقًا تاريخيًا يثير جدلاً واسعًا بين المحافظين والمستثمرين، ويطرح سؤالاً حارقًا: هل السعودية على أعتاب مرحلة جديدة من الانفتاح الاجتماعي والثقافي، أم أن هذا مجرد تساهل محدود ومؤقت؟
الخطوة دفعت العالم للتساؤل عن مدى تأثيرها على القيم التقليدية للمملكة، وماذا يعني السماح بالكحول حتى لفئات محددة في مجتمع لطالما اعتبره محرّمًا، مع استضافة المملكة لأحداث دولية ضخمة مثل معرض "إكسبو 2030" وكأس العالم 2034.
السعودية إذًا، بين التقاليد والحداثة، تتقدم خطوة جريئة تثير الصدمة والجدل، وتفتح باب النقاش حول مستقبل الانفتاح في قلب الجزيرة العربية.



