اختر لغتك

جندوبة تتحول إلى قطب رياضي وسياحي صيفي: المنتخبات والفرق الكبرى تتوافد على الشمال الغربي التونسي

جندوبة تتحول إلى قطب رياضي وسياحي صيفي: المنتخبات والفرق الكبرى تتوافد على الشمال الغربي التونسي

في صيف متجدّد الملامح، تعيش ولاية جندوبة على وقع حركة غير مسبوقة من الوفود الرياضية التي اختارت التربص في قلب طبيعتها الساحرة، لتمتزج الرياضة بالسياحة في مشهد يؤسس لمرحلة جديدة من التموقع الاستراتيجي للجهة ضمن خارطة الوجهات الرياضية البديلة في تونس وخارجها.

فمن عين دراهم إلى حمام بورقيبة فطبرقة، تعرف النزل والمركّبات الرياضية العمومية والخاصة حركية مكثّفة بقدوم عدد هام من الفرق والمنتخبات الرياضية الوطنية والدولية التي اختارت الجهة فضاءً مثالياً للتحضير للموسم الرياضي 2025–2026. اختيار لم يكن وليد الصدفة بل ثمرة رؤية استراتيجية قوامها الاستثمار الذكي في ما تزخر به الجهة من ثروات طبيعية وبنية تحتية وتجربة تراكمت على مدى سنوات.

رياضة وسياحة في تلاقي المصالح

من بين الوفود التي حطّت الرحال بالشمال الغربي، نذكر على وجه الخصوص المنتخب الجزائري لألعاب القوى، والمنتخبين القطري والموريتاني، إضافة إلى كبار الأندية التونسية مثل الترجي الرياضي التونسي والنادي الإفريقي والنجم الساحلي والصفاقسي والملعب التونسي ونجم المتلوي وشبيبة العمران، إلى جانب فرق عربية وأفريقية مرموقة على غرار الأهلي المصري، وبور سعيد، وشبيبة القبائل، ووفاق سطيف، وشباب بلوزداد، والنادي الخوري القطري.

هذا التنوع يعكس صورة الوجهة التي لم تعد حكرًا على الفرق التونسية، بل أصبحت تستقطب أسماء كبرى من المغرب العربي والخليج، مدفوعة بجملة من العوامل الموضوعية: مناخ معتدل، بنية تحتية رياضية لائقة، ومحيط طبيعي مثالي يجعل من التربصات رحلة بدنية ونفسية في آنٍ واحد.

رهانات تنموية خلف المعسكرات

ما يحصل اليوم في جندوبة لا يُقاس فقط بعدد الوفود أو شهرة الفرق، بل يُفهم ضمن سياق أوسع يربط بين الرياضة كقطاع حيوي والسياحة كرافد تنموي. فقد عملت المندوبية الجهوية للسياحة بطبرقة – عين دراهم، بالتنسيق مع السلطات المحلية وهياكل وزارة السياحة، على تأمين أفضل ظروف الإقامة والإعداد، ليس فقط لضمان رضا الضيوف، بل لخلق صورة ذهنية جديدة عن الجهة في أذهان المسؤولين الرياضيين.

هذا التمشي يعكس تحولا نوعيا في المقاربة الرسمية لتسويق الوجهة: لم تعد جندوبة فقط ملاذاً طبيعياً للراحة، بل أصبحت "مخبرَ طاقة رياضية" متكاملة، حيث يجتمع الإعداد البدني بالاستجمام الذهني في بيئة تزاوج بين الجبل والهواء النقي والهدوء.

رهان مستقبلي: التثبيت والهيكلة

ورغم هذه الديناميكية الواعدة، يطرح الواقع أسئلة حول مدى استعداد الجهة لتثبيت هذا المسار. فالمطلوب اليوم ليس فقط استقطاب الفرق، بل التفكير في تأهيل أكثر للمركّبات الرياضية، وتحفيز المستثمرين على توسيع طاقة الإيواء، وتنظيم المسالك السياحية المرافقة، بل وربما بعث مؤسسة تُعنى بترويج "السياحة الرياضية الجبليّة" كمنتج قائم بذاته.

فجندوبة تمتلك كلّ المقوّمات لتكون قطبًا قارّيا في التربصات الصيفية، شرط أن يتواصل التنسيق بين وزارات السياحة والرياضة والشباب، وأن تُدرج هذه الرؤية ضمن الاستراتيجيات الوطنية للتنمية الجهوية.

وجهة تتطور بعين رياضية

ما يحصل في جندوبة هذا الصيف ليس فقط حدثا موسميا، بل فرصة تاريخية لإعادة رسم دور الجهة في الخارطة الوطنية والإقليمية. فحين تتناغم الرياضة مع السياحة، تصبح التنمية أمرا ممكنا، وتتحول الجبال إلى ساحات تدريب، والغابات إلى محطات استرجاع، والهواء النقي إلى عنصر في معادلة الفوز.

إنها جندوبة… تكتب اسمها بهدوء في دفاتر الموسم الرياضي، لكن بأثر سيبقى طويلاً في مستقبل السياحة البديلة.

آخر الأخبار

الاحتلال يجوّع مليون طفل في غزة.. و"الأونروا" تطلق صيحة فزع

الاحتلال يجوّع مليون طفل في غزة.. و"الأونروا" تطلق صيحة فزع

33 سنة فقط... لكنها كانت كافية ليُخلّد في ذاكرة البشرية: هذا هو بروس لي

33 سنة فقط... لكنها كانت كافية ليُخلّد في ذاكرة البشرية: هذا هو بروس لي

جندوبة تتحول إلى قطب رياضي وسياحي صيفي: المنتخبات والفرق الكبرى تتوافد على الشمال الغربي التونسي

جندوبة تتحول إلى قطب رياضي وسياحي صيفي: المنتخبات والفرق الكبرى تتوافد على الشمال الغربي التونسي

وداعًا محمد علي هميمة... عدسة القلب التي انطفأت

وداعًا محمد علي هميمة... عدسة القلب التي انطفأت

المسرح الجامعي التونسي يضيء سماء الدار البيضاء: تتويج مزدوج لمسرحية "إليكِ يا معلمتي"

المسرح الجامعي التونسي يضيء سماء الدار البيضاء: تتويج مزدوج لمسرحية "إليكِ يا معلمتي"

Please publish modules in offcanvas position.