اختر لغتك

بعينٍ واحدة… وقلبٍ لا يستسلم: جورجي مينونغو يوقّع على واحدة من أجمل حكايات “الكان”

بعينٍ واحدة… وقلبٍ لا يستسلم: جورجي مينونغو يوقّع على واحدة من أجمل حكايات “الكان”

بعينٍ واحدة… وقلبٍ لا يستسلم: جورجي مينونغو يوقّع على واحدة من أجمل حكايات “الكان”

يكتب المهاجم البوركيني جورجي مينونغو فصلاً استثنائياً في سجل بطولة كأس الأمم الإفريقية، قصة تختصر معنى الإصرار حين يتحوّل المستحيل إلى إنجاز، وحين ينهض لاعب قيل له إن مسيرته انتهت ليصبح عنواناً للأمل والانتصار.

في مواجهة صعبة أمام غينيا الاستوائية، دخل مينونغو، البالغ من العمر 23 عاماً، أرضية الميدان في الدقيقة 79 والنتيجة تشير إلى تعادل سلبي يوحي بمباراة مغلقة. ومع هدف متأخر لغينيا الاستوائية في الدقيقة 85، بدا أن منتخب بوركينا فاسو يتجه نحو خسارة جديدة، لكن مينونغو كان له رأي آخر. في الدقيقة 95، دوّن اسمه على لوحة التسجيل بهدف التعادل، مفجّراً فرحة عارمة في المدرجات، قبل أن يُكمل إدموند تابسوبا السيناريو المجنون بهدف الفوز القاتل في الدقيقة 98، ليخرج “الخيول” بانتصار مثير (2-1).

تلك اللحظة لم تكن مجرد هدف، بل خلاصة مسيرة وُلدت من رحم الألم. ففي ربيع 2023، وخلال معسكر تدريبي لنادي سياتل ساوندرز الأمريكي بمدينة ماربيا الإسبانية، تعرّض مينونغو لالتهاب حاد في عينه اليسرى. ما بدأ كوعكة بسيطة، تحوّل إلى كابوس طبي صادم. يقول اللاعب واصفاً تلك الأيام: «تحولت العين إلى اللون الأسود، ثم الأحمر، وبعد أسبوعين أصبحت بيضاء بالكامل». ورغم تدخل جراحي عاجل، أكّد الأطباء وفاة الأعصاب البصرية في العين اليسرى، ليُحسم الأمر بفقدان دائم للبصر.

التشخيص كان قاسياً، والتوصيات الطبية ذهبت حدّ الحديث عن اعتزال مبكر، في وقت كان فيه اللاعب يستعد للانضمام رسمياً إلى الفريق الأول لسياتل ساوندرز في الدوري الأمريكي. لكن مينونغو، المولود والنشأ في ساحل العاج، رفض أن يكون ذلك نهاية الحلم. طلب فرصة أخيرة، وقرّر أن يضع نفسه أمام اختبار صعب: «إن كنت قادراً على اللعب سأواصل، وإن لم أكن، سأعتزل».

بعمل شاق امتد لأشهر، تعلّم التكيّف مع فقدان الرؤية الجانبية، معتمداً على الإحساس بالمساحات وسرعة قراءة اللعب. عاد إلى الملاعب في مايو 2024، ثم سجّل هدفه الأول في الدوري الأمريكي في نوفمبر من العام نفسه، لتفتح له العروض والأضواء أبواب المنتخب الوطني. ست مباريات دولية وثلاثة أهداف كانت كافية لتؤكد أن القصة لم تبلغ ذروتها بعد.

ويعزو مينونغو انتشاره القاري إلى مشاركته في كأس العالم للأندية، معتبراً أنها كانت بوابته إلى الاعتراف خارج حدود الدوري الأمريكي. واليوم، في كأس الأمم الإفريقية، لا يقدّم فقط أهدافاً حاسمة، بل يقدّم درساً إنسانياً بليغاً: فقدان إحدى الحواس لا يعني نهاية المسار، بل قد يكون بداية فصل أكثر صلابة وإلهاماً.

قصة جورجي مينونغو ليست مجرد حكاية لاعب سجل هدفاً، بل شهادة حيّة على أن الإرادة قادرة على هزم الألم، وأن كرة القدم لا تكافئ فقط الموهبة، بل أيضاً الشجاعة في مواجهة القدر.

آخر الأخبار

اعتراف إسرائيل بـ"أرض الصومال" يثير غضبًا دوليًا واسعًا ويضع المنطقة على صفيح ساخن

اعتراف إسرائيل بـ"أرض الصومال" يثير غضبًا دوليًا واسعًا ويضع المنطقة على صفيح ساخن

يوم تاريخي محتمل في الكرة الإنجليزية: أستون فيلا على أعتاب رقم قياسي بعد أكثر من قرن

يوم تاريخي محتمل في الكرة الإنجليزية: أستون فيلا على أعتاب رقم قياسي بعد أكثر من قرن

بلدية مدنين تحذر من خطر انهيار القصر السياحي وتدعو لإخلائه فورًا

بلدية مدنين تحذر من خطر انهيار القصر السياحي وتدعو لإخلائه فورًا

ترامب يرفض الاعتراف بـ"أرض الصومال" مؤقتًا ويصف العرض الأميركي للميناء بالاستراتيجية بـ"غير مهم"

ترامب يرفض الاعتراف بـ"أرض الصومال" مؤقتًا ويصف العرض الأميركي للميناء بالاستراتيجية بـ"غير مهم"

"قضية نيغريرا" تهدد برشلونة بأربعة كوارث محتملة

"قضية نيغريرا" تهدد برشلونة بأربعة كوارث محتملة

Please publish modules in offcanvas position.