لا يزال النادي الإفريقي يعيش على وقع نتائج متذبذبة في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، وهو ما ولّد حالة من القلق في صفوف جماهيره، التي ترى أن بعض اللاعبين لا يظهرون الجدية الكافية فوق الميدان، خاصة وأن أجورهم الشهرية تُصرف بانتظام مهما كانت النتائج.
هذا الوضع فتح الباب أمام تساؤلات عديدة: هل يلجأ الإفريقي إلى سياسة العقوبات المالية أسوة بالأهلي المصري الذي قرّر مؤخرا تجميد مستحقات لاعبيه إلى حين استعادة نغمة الانتصارات؟
جماهير غاضبة وإدارة أمام ضغط مضاعف
الجماهير الإفريقية لم تُخف استياءها من مردود الفريق، معتبرة أن بعض اللاعبين يفتقدون للروح القتالية. وذهب البعض أبعد من ذلك، حيث اعتبر أن ضمان الرواتب دون ربطها بالأداء أو النتائج يشجع على "اللامبالاة"، وهو ما ينعكس مباشرة على صورة النادي وتاريخه.
في المقابل، تجد إدارة الإفريقي نفسها أمام معادلة صعبة: بين الالتزام القانوني بصرف أجور اللاعبين بانتظام، وبين الرغبة في فرض الانضباط وتحفيز المجموعة على استعادة بريقها.
الأهلي المصري نموذج صارم
النادي الأهلي المصري قدّم مثالًا عمليًا في هذا السياق، حيث جمّد صرف مستحقات لاعبيه عقب سلسلة نتائج سلبية، في خطوة لاقت دعمًا كبيرًا من جماهيره. هذه السياسة اعتُبرت رسالة واضحة للاعبين بأن شعار الفريق يعلو فوق الجميع، وأن الامتيازات المالية لا تُمنح إلا لمن يثبت جدارته داخل المستطيل الأخضر.
الإفريقي… بين التقليد والتكييف
السؤال المطروح اليوم: هل يستطيع الإفريقي اعتماد نفس النهج؟
من الناحية القانونية، يظل تجميد الرواتب أمرًا حساسًا وقد يخلق توترًا داخل حجرات الملابس أو حتى نزاعات مع بعض اللاعبين. لكن الإدارة يمكن أن تلجأ إلى بدائل أخرى مثل:
- تجميد المنح أو تأجيل صرفها إلى حين تحسن النتائج.
- ربط المكافآت بالأداء الفردي والجماعي.
- اعتماد لوائح داخلية أكثر صرامة تتيح معاقبة المتهاونين ماديًا.
ما بين العصا والجزرة
الرهان الأكبر يتمثل في إيجاد توازن بين "العصا والجزرة"، أي فرض الانضباط دون الإضرار بالثقة بين اللاعبين والإدارة. فالعقوبات المالية قد تُحدث صدمة إيجابية وتدفع المجموعة إلى بذل مجهود مضاعف، لكنها في المقابل قد تُؤثر على الأجواء الداخلية إذا لم تُدار بحكمة.
بين ضغط الجماهير ورغبة الإدارة في إعادة الانضباط، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يسير النادي الإفريقي على خطى الأهلي المصري ويستعمل العصا المالية لتأديب المتهاونين، أم يبحث عن حلول بديلة تعيد الروح للفريق دون إحداث تصدعات داخلية؟