تونس – حديقة الرياضة "أ"

بدأ النادي الإفريقي فعليًا الدخول في مرحلة جديدة من التسيير المالي والرياضي، وذلك بعد أن تم تحويل مبلغ مالي ضخم قدره 12 مليار من المستثمر إلى الحسابات الرسمية للنادي، وهو ما سمح لرئيس الهيئة المديرة المنتخبة الدكتور محسن الطرابلسي بالشروع رسميًا في ممارسة صلاحياته على رأس الفريق، والإمضاء على العقود واتخاذ القرارات الإدارية والرياضية العالقة.

هذا التحوّل المالي والإداري يأتي في إطار مشروع شامل يسعى إلى إنقاذ النادي من الفوضى القديمة التي تسببت فيها أطراف شبّهتها بعض الجماهير بـ"العصابة"، والتي طالما عطّلت عجلة الإصلاح.

وقد اعتُبر هذا التحويل المالي رسالة صريحة من المستثمر فيرجي شامبرز ورئيس الهيئة الدكتور محسن الطرابلسي إلى جماهير النادي العريضة، مفادها أن زمن الفساد والتسيّب انتهى، وأن الإفريقي اليوم يُدار بعقليات نظيفة، في انتظار فتح ملف المحاسبة وملاحقة المتسببين في تدهور الوضع داخل النادي، إداريًا وماليًا.

تحرّكات ميدانية متزامنة

بالتوازي مع هذه التطورات، تحرّكت الإدارة الفنية بسرعة لتعزيز الإطار الرياضي، حيث تمّ:

تعيين أنيس مطر باشا مساعدًا ثانيًا للمدرب محمد الساحلي، وهو اسم معروف بعمله السابق في أصناف النخبة بالنادي الإفريقي وتجربته مع شبيبة العمران إلى جانب لطفي القادري.

تعيين عادل النفزي مدربًا لحراس المرمى، في خطوة تؤكد الرغبة في الاعتماد على كفاءات نزيهة وذات انتماء حقيقي.

وصول كل من الحارس مهيب شامخ والظهير الأيمن حسام حسن رمضان إلى تونس، حيث سيجتمعان بالمدرب الساحلي ويلتحقان بالتدريبات بداية من يوم غد الثلاثاء.

من المنتظر أيضًا الشروع في مفاوضات رسمية مع أربعة لاعبين من البطولة الوطنية بداية من الأسبوع الأول من شهر جويلية، بعد مشاورات تمهيدية ناجحة.

الإعداد البدني: تربّص مغلق في عين دراهم

وقد حدّدت الإدارة الفترة بين 8 و18 جويلية 2025 كتاريخ لإجراء التربص التحضيري الصيفي بمدينة عين دراهم، من أجل ضمان أفضل ظروف الاستعداد البدني والفني لانطلاقة الموسم الجديد.

قرارات حاسمة: إنهاء التعاقد مع عدد من اللاعبين

وفي إطار سياسة التطهير الرياضي، أعلنت الهيئة رسميًا عن عدم تجديد العقود مع مجموعة من اللاعبين، أبرزهم:

معز حسن، آدم قرب، حمدي العبيدي، رامي البدوي، بسام الصرارفي، أحمد خليل

وذلك في خطوة لفسح المجال أمام ضخ دماء جديدة في الفريق تتماشى مع تطلعات المرحلة القادمة.

- المؤشرات واضحة: مشروع الطرابلسي ينطلق بدفعة مالية تاريخية وقيادة فنية واعية ونظيفة اليد. لكن في المقابل، لا تزال المحاسبة مطلوبة وملحة من طرف جمهور النادي، الذي لا يريد فقط بناء المستقبل، بل يطالب أيضًا بكشف كل من أفسد الماضي.

وبين ضخ 12 مليار دينار، وتطهير محيط النادي من المخرّبين، تؤكد جماهير الإفريقي أنها ستكون السند والدرع، في انتظار اكتمال المسار بالعدالة والمحاسبة.