في خطوة وُصفت بالمفصلية في مسار إنقاذ الصحافة المكتوبة، صادقت جلسة عمل وزارية التأمت يوم السبت بإشراف رئيسة الحكومة سارة الزعفراني الزنزري على الترخيص للشركة الجديدة للطباعة والصحافة والنشر «سنيب لابراس» لإحالة كامل أسهم الشركة التونسية للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع والإعلان «دار الصباح» لفائدتها مقابل الدينار الرمزي، وذلك في إطار مسار دمج الشركتين.
كما مُنحت «سنيب لابراس» الضوء الأخضر للشروع فعليًا في تنفيذ عملية الدمج عبر استيعاب «دار الصباح»، وفق التشريعات والتراتيب الجاري بها العمل، بما يضع حدًا لسنوات من التعثر ويفتح صفحة جديدة في تاريخ مؤسستين تُعدّان من ركائز الذاكرة الإعلامية الوطنية.
وأكدت رئيسة الحكومة أن هذا المسار يهدف إلى إعادة بناء مؤسسة إعلامية وطنية موحّدة، أكثر قدرة على التطوّر وضمان الاستدامة، داعية إلى إعداد برنامج شامل لإعادة الهيكلة يرتكز على تحسين الأداء، وتأمين ديمومة الإصدارات، وتطوير منظومة الحوكمة الداخلية، إلى جانب تحديث وسائل الإنتاج والانخراط الجدي في مسار التحوّل الرقمي، بما يشمل رقمنة الأرشيف وإعداد مخطط أعمال مضبوط بآجال تنفيذ واضحة.
وذكّرت الزعفراني بتوجيهات رئيس الجمهورية قيس سعيّد بخصوص قطاع الإعلام العمومي، ولا سيما الصحافة المكتوبة، عقب زيارته لمؤسستي «سنيب لابراس» و«دار الصباح» سنة 2023، حيث تم إقرار إنقاذ المؤسستين عبر دمجهما وإرساء برنامج لإعادة هيكلتهما، باعتبارهما جزءًا لا يُفرّط فيه من الذاكرة الوطنية.
وشددت رئيسة الحكومة على حرص الدولة على التوصل إلى حل جذري يضمن استمرارية المؤسستين ويحفظ حقوق العاملين بهما، مع ضرورة تطوير المحتوى الإعلامي، وتوحيد وسائل الإنتاج، وتثمين نقاط القوة والفرص المتاحة، بما يسهم في النهوض بقطاع الصحافة المكتوبة وتحسين الكفاءة التشغيلية للمؤسسة المندمجة، عبر ترشيد النفقات وتعزيز القدرة التنافسية وتوسيع الحصة السوقية.
وتناول الاجتماع مختلف محطات هذا الملف، من قرار إحالة «دار الصباح» على التسوية القضائية، مرورًا بقرار دمجها مع «سنيب لابراس»، وصولًا إلى وضع برنامج إعادة الهيكلة وتحديد آليات التنفيذ. وفي ختام الجلسة، نوّهت رئيسة الحكومة بالمجهودات المبذولة لإنجاح هذا المسار الإصلاحي، مؤكدة أن العناية الخاصة التي أولاها رئيس الجمهورية كانت عاملًا حاسمًا في بلوغ حل نهائي يضمن ديمومة المؤسستين وتواصل صدور إصداراتهما، ويعيد للصحافة المكتوبة موقعها في المشهد الإعلامي والثقافي.



