تتواصل فصول الجدل حول حادثة اشتعال النيران بسفينة "فاميلي"، إحدى أبرز سفن أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزة، والتي اندلع فيها حريق قبالة سواحل سيدي بوسعيد فجر الثلاثاء 9 سبتمبر 2025.
خلال ندوة صحفية أمام المسرح البلدي بالعاصمة، كشف عضو لجنة تنظيم الأسطول، خالد هنشيري، أن السلطات التونسية قررت تشكيل لجنة تحقيق رسمية للوقوف على أسباب الحادثة، مؤكّدًا أن المشرفين على الأسطول لن يقدموا تفاصيل إضافية لإتاحة المجال أمام التحقيقات لكشف الحقيقة.
وفي المقابل، جدّدت وزارة الداخلية في بلاغ رسمي نفيها لما راج من أخبار عن سقوط مسيّرة على السفينة، مؤكدة أن وحدات الأمن المختصة عاينت آثار حريق اندلع في إحدى سترات النجاة وتمت السيطرة عليه سريعًا، دون تسجيل أضرار بشرية أو مادية باستثناء احتراق بعض السترات. الموقف نفسه أكده الناطق باسم الحرس الوطني، العميد حسام الدين الجبابلي، الذي شدد على عدم وجود أي عمل عدائي أو استهداف خارجي.
من جهتهم، دعا منظمو أسطول الصمود التونسيين إلى الحضور بكثافة غدًا الأربعاء بميناء سيدي بوسعيد، لمساندة الأسطول العالمي الذي يتهيأ للإبحار نحو غزة في خطوة رمزية جديدة ضد الحصار المفروض على القطاع.
وبين رواية الاستهداف التي يصر عليها بعض المنظمين، والرواية الرسمية التي تعتبر الحادث عرضيًا، تبقى لجنة التحقيق هي الفيصل في كشف الملابسات الحقيقية لحريق "فاميلي"، وسط متابعة جماهيرية وإعلامية مكثفة.