في خطوة لافتة تعبّر عن موقف إنساني حازم، امتنع عمال الرصيف في ميناء مرسيليا-فوس جنوب شرق فرنسا عن تحميل شحنة مكونات عسكرية كانت موجهة إلى الكيان الصهيوني، وذلك احتجاجًا على ما وصفوه بـ"الإبادة المستمرة التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية" في قطاع غزة.
مقالات ذات صلة:
مجزرة الدم في رفح… 30 شهيدًا برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء تسلُّم مساعدات!
نائب رئيس وزراء أيرلندا: العالم متواطئ بصمته… إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة!
وقال كريستوف كلاريت، الأمين العام لنقابة "CGT" لعمال الرصيف وموظفي الموانئ في خليج فوس، في تصريح لوكالة فرانس برس، إنهم تلقوا صباح الأربعاء معلومة تفيد بأن سفينة عاملة على الخط البحري المتوسطي كان من المفترض أن تقوم يوم الخميس بتحميل حاوية تحتوي على أجزاء من أسلحة رشاشة تصنّعها شركة "يورولينكس". وأضاف: "تمكّنا من تحديد الشحنة المعنية ووضعها جانبًا. وعندما يرفض عمّال الرصيف تحميل البضائع، لا يمكن لأي طرف آخر أن يحلّ محلهم".
هذا الموقف النقابي الصارم أثار تفاعلاً واسعًا، حيث رحّبت به جهات سياسية وحقوقية. وأشاد مانويل بومبار، النائب عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف، في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قائلاً: "المجد لعمال ميناء مرسيليا فوس. النضال من أجل وقف الإبادة في غزة يتنظم عبر العالم".
بدوره، دعا زعيم الحزب جان لوك ميلانشون إلى فرض حظر فوري على تصدير الأسلحة التي تُستخدم فيما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين.
وجاءت هذه التطورات في وقت كشفت فيه تحقيقات استقصائية، نُشرت على موقع Disclose الفرنسي، عن استمرار عمليات نقل معدات عسكرية من أوروبا إلى إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة، في تحدٍّ للدعوات الدولية بوقف تزويد تل أبيب بالأسلحة.
وتواجه إسرائيل منذ أشهر انتقادات دولية متصاعدة بسبب العمليات العسكرية المكثفة في غزة، والتي تسببت في سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتدهور حاد في الوضع الإنساني، ما دفع أصواتًا حول العالم إلى المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وفرض حظر على تصدير الأسلحة.