شؤون دولية

✍ في دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، حذر باحثون من جامعة فيرجينيا التقنية من احتمال تعرض الساحل الغربي للولايات المتحدة، خصوصًا مناطق شمال كاليفورنيا وشمال ولاية أوريغون وجنوب ولاية واشنطن، لخطر تسونامي كارثي ناتج عن زلزال ضخم على طول صدع كاسكاديا.

📊 لماذا كاسكاديا؟ ولماذا الآن؟

صدع كاسكاديا هو منطقة نشطة زلزاليًا تمتد من شمال جزيرة فانكوفر بكندا إلى شمال كاليفورنيا، ويقع ضمن الحزام الجيولوجي المعروف بـ حلقة النار، الذي يشهد أكبر عدد من الزلازل والانفجارات البركانية عالميًا بسبب تصادم الصفائح التكتونية.

ورغم أن المنطقة لم تشهد زلزالًا مدمرًا منذ أكثر من 300 عام (آخرها في عام 1700)، فإن العلماء يعتبرون أن تراكم الطاقة الجيولوجية يجعل وقوع زلزال هائل أمرًا حتميًا، والمسألة فقط مسألة وقت.

بحسب الدراسة، هناك احتمال بنسبة 15% لوقوع زلزال بقوة 8.0 درجات أو أكثر خلال الخمسين سنة المقبلة، وهو رقم يستحق الانتباه والتحضير.

🌍 السيناريو الجيولوجي: زلزال + ارتفاع منسوب البحر = كارثة

الجديد في هذه الدراسة ليس فقط التوقع بوقوع زلزال، بل الربط بينه وبين ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب تغير المناخ، مما يضاعف حجم الكارثة.

الهبوط المتوقع للأرض الساحلية بمقدار يصل إلى مترين بعد الزلزال سيزيد من مساحة المناطق التي ستغمرها المياه، ما قد يؤدي إلى موجات تسونامي بارتفاع يصل إلى 300 متر.

هذا الارتفاع، إن تحقق، كفيل بمحو مدن كبرى مثل سياتل وبورتلاند في دقائق، مع تأثيرات قد تمتد إلى آلاف الكيلومترات في عرض المحيط.

🔬 لماذا ألاسكا وهاواي أيضًا في دائرة الخطر؟

رغم بعدهما النسبي عن كاسكاديا، تواجه كل من ألاسكا وهاواي تهديدات من نوع خاص:

✅ في ألاسكا، يؤدي ذوبان الأنهار الجليدية إلى زيادة الانزلاقات الأرضية، ما قد يطلق موجات تسونامي محلية ضخمة.

✅ في هاواي، التاريخ الجيولوجي يشير إلى انهيارات بركانية هائلة ولّدت موجات تسونامي تجاوز ارتفاعها 300 متر، ولا تزال براكين مثل ماونا لوا وكيلاويا تمثل قنبلة موقوتة بسبب عدم استقرار المنحدرات البركانية.

⏰ التحذير الصادم: دقائق فقط قبل الكارثة

أحد أخطر ما كشفته الدراسة هو أن الزلزال المتوقع قد يقع دون أي إنذار عملي، ما يجعل من شبه المستحيل إخلاء السكان أو التحضير في اللحظات الأخيرة.
تقول الباحثة تينا دورا:

"رغم أن منطقة كاسكاديا ليست شديدة الكثافة السكانية، إلا أن معظم التجمعات الصغيرة تقع في مصبات الأنهار، وهي أكثر عرضة للغرق الفوري بعد الهبوط الأرضي. آثار هذا الحدث ستكون طويلة الأمد وستؤثر على التعافي واستخدام الأراضي لعقود."

🌐 الخلاصة: الحاجة الماسة إلى الجاهزية

بينما لا يستطيع أحد التنبؤ بيوم وقوع الكارثة، فإن الخبراء متفقون على أن الجاهزية يجب أن تبدأ الآن. فمع تزايد شراسة الكوارث الطبيعية بسبب التغير المناخي، فإن تجاهل هذا التهديد سيترك ملايين السكان في مواجهة مصير محتوم.

📌 السؤال العلمي المفتوح:

هل ستُترجم هذه التحذيرات إلى خطط طوارئ فعلية؟ أم سننتظر حتى نكون أمام واقع لا ينفع معه الندم؟