في عمر الثلاثين فقط، وصلت لوسي غو، رائدة الأعمال الأمريكية من أصل صيني، إلى نادي المليارديرات بعد أن بلغت ثروتها الصافية 1.3 مليار دولار، متجاوزة نجمة البوب تايلور سويفت كأصغر مليارديرة عصامية، بفضل حصتها في شركة Scale AI وارتفاع قيمتها بعد صفقة استثمارية ضخمة مع Meta قُدّرت بـ25 مليار دولار.
لكن النجاح لم يأتِ بسهولة، بل جاء من خلال ثقافة عمل صارمة وغاية في الكثافة تعرف باسم "996" – العمل من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً ستة أيام في الأسبوع. لوسي تؤمن بأن هذا الالتزام الصارم ضروري لأي مؤسس شركة ناشئة يريد النجاح في وادي السيليكون.
روتين لا يرحم
تستيقظ غو يوميًا في الساعة 5:30 صباحًا، تبدأ يومها بتدريبات رياضية، قبل الانخراط مباشرة في العمل، وغالبًا ما تتخطى وجبة الغداء، مكتفية بوجبات خفيفة خلال الاجتماعات. أما عطلات نهاية الأسبوع، فتنحصر في فترة قصيرة لممارسة الحياة الاجتماعية، بينما يقضي بقية الوقت في العمل المستمر حتى منتصف الليل أو أحيانًا حتى الثانية صباحًا، قبل أن تعود للاستيقاظ في الخامسة ونصف صباحًا لممارسة الرياضة مجددًا.
وقالت غو: "ما زلت أشعر بنفس الشعور الذي شعرت به تلك الفتاة الصغيرة. حياتي قبل المال وبعده لم تتغير كثيراً."
من شابة مبرمجة إلى رائدة أعمال عالمية
نشأت غو في فريمونت بكاليفورنيا لأبوين مهاجرين صينيين، وبدأت بكتابة الأكواد منذ سن المراهقة. درست علوم الكمبيوتر في جامعة كارنيجي ميلون لكنها تركت الدراسة بعد حصولها على منحة "ثيل"، لتتفرغ لريادة الأعمال، شاملة تدريبات في فيسبوك، عملًا في سناب شات، وفترة في كورا حيث التقت بشريكها المؤسس في Scale AI.
على الرغم من تركها للشركة عام 2018، فإن حصتها البالغة 5% دفعتها إلى قائمة المليارديرات بعد صفقات ضخمة مع شركات عالمية.
نجاحات متتالية وابتكارات جديدة
في 2019، أسست غو باك إند كابيتال لدعم الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، وفي 2022 أطلقت منصة Passes للمبدعين، وجمعت حتى الآن أكثر من 65 مليون دولار.
جدل حول ثقافة العمل المكثف
بينما ترى غو أن الالتزام بالساعات الطويلة شرط أساسي للنجاح، يحذر آخرون من أن الإرهاق يقلل الإنتاجية ويؤثر على الاحتفاظ بالموظفين. وصف مستثمرون هذه الثقافة بأنها "تعظيم للعمل المرهق" بدلاً من العمل المتقن، مما يفتح النقاش حول ما إذا كانت ثقافة "996" هي المعيار الجديد للطموح أم عودة خطيرة إلى استنزاف الذات.
لوسي غو تقدم نموذجًا غير تقليدي للنجاح: عمل متواصل، إرادة حديدية، وروح مؤسسية لا تعرف الكلل، لكنها أيضًا تضعنا أمام تساؤل مهم: هل يمكن أن يكون النجاح الكبير مكلفًا للغاية على حساب الصحة والحياة الشخصية؟