بقلم الناقد الصحفي عزيز بن جميع
صور: حسان فرحات
في ليلة فنية لا تُنسى، اجتاحت نانسي عجرم ركح مهرجان قرطاج الدولي يوم 2 أوت 2025، مقدّمة عرضًا مختلفًا تمامًا عن كل ما عرفه جمهورها، وكأنها أرادت أن تقول: "ها أنا ذا، أكثر نضجًا وجرأة من أي وقت مضى".
منذ اللحظة الأولى، شعرت الجماهير أنّها أمام تجربة حقيقية، بعيدًا عن الروتين، مع برنامج حصري لم تُقدمه سابقًا. صوتها الطربي الساحر وإحساسها العالي بالأغاني جعل كل لحظة على الركح تتحول إلى تجربة شعورية كاملة، والجمهور كان شريكًا في كل نبضة، في كل همسة، في كل غناء.
الجرأة كانت عنوان العرض: تنقل بين أنماط موسيقية مختلفة، دون أن تفقد هويتها، وجسّد تواصلها المباشر مع الجمهور روحًا صادقة من الفرح والمشاركة. كل أغنية كانت بمثابة قصة، كل لحظة موسيقية لوحة حية، تحمل جمهور قرطاج على أجنحة الإحساس والموسيقى.
لكن، رغم هذا الإبهار، لم يخلُ الحفل من بعض الملاحظات: نسق السهرة كان أحيانًا بطيئًا، وبعض الفقرات المسرحية المصاحبة لم تنسجم تمامًا مع الأداء الغنائي، ما أخلّ بانسيابية العرض، رغم براعة فريق الإضاءة والموسيقى. ومع ذلك، لم يمنع هذا من أن يبقى الحفل تجربة استثنائية، تتخطى أي نقد تقني.
المصورون رضا هميمة وحسان فرحات توّجوا الحدث بتوثيق فني رائع، حمل كل شعور، كل حركة، وكل ابتسامة من الفنانة والجمهور، ما جعل سهرة قرطاج ذكرى حية في ذاكرة الحاضرين.
نانسي عجرم لم تقدّم مجرد حفلة، بل تجربة كاملة، مزيج بين الجرأة الفنية والصدق العاطفي، مؤكدة أنّها لا تزال نجمة قادرة على التجديد، مفاجأة جمهورها، ومقاربة فنها من زاوية أكثر عمقًا واحترافية.
سهرة قرطاج لم تكن مجرد ليلة غنائية، بل حدث فني استثنائي، وأثبتت نانسي أنّها لا تزال في القمة، وأن أي تحدٍ جديد ستواجهه سيكون فرصة لتثبت موهبتها وقدرتها على الإبداع بلا حدود.
عزيز بن جميع