نعت وزارة الشؤون الثقافية واتحاد الفنانين التشكيليين، اليوم الجمعة 25 جويلية 2025، الفنان القدير حمادي بن سعد، أحد أعمدة الفن التشكيلي في تونس، الذي غيّبه الموت عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد مسيرة فنية وإنسانية امتدت لأكثر من أربعين سنة.
وُلد الفقيد سنة 1948 بالعاصمة تونس، وكان عصامي التكوين، بدأ حياته المهنية معلّمًا، لكنه ما لبث أن تحوّل إلى أحد أبرز وجوه المشهد الثقافي التونسي، مؤمنًا بأهمية التربية الجمالية في تشكيل الوعي وتنمية الذوق الفني لدى الناشئة.
ومن خلال إشرافه على نوادي الفنون التشكيلية للأطفال، رسم بن سعد ملامح جيل كامل من المتذوقين للفن، واضعًا الفن في قلب المشروع التربوي والثقافي الوطني.
🌍 من تونس إلى باريس... ومن النوادي إلى المعارض العالمية
تميّزت مسيرة الراحل بتجربة دولية غنية، حيث قضى ثلاث سنوات في مدينة الفنون بباريس، هناك أين انفتح على مدارس تعبيرية عالمية، أثْرت تجربته، وأعادت تشكيل رؤاه الفنية، ليعود إلى تونس برؤية أكثر عمقًا وانفتاحًا.
وشارك في أهم المعارض الجماعية والفردية داخل تونس وخارجها، وكان من بين الوجوه البارزة في مدرسة تونس للفنون التشكيلية، إلى جانب تنظيمه لمعارض شخصية في فرنسا، إيطاليا، سويسرا، والدنمارك.
وقد أجمع النقاد على أن أعماله تمثّل إحدى قمم الإبداع التشكيلي التونسي المعاصر، لما تحمله من بصمة خاصة وأصالة تعبيرية متجذرة في الوجدان الجماعي.
🖼 غياب جسدي... لكن الحضور باق
برحيل حمادي بن سعد، تفقد تونس أحد الأصوات الفنية الهادئة والفاعلة، رجل آمن بأن الفن ليس ترفًا، بل ضرورة تربوية وثقافية، وعاش حياته خادمًا للفن، دون ضجيج، وبكثير من الإيمان.
تغيب الريشة… لكن الأثر يبقى.
رحم الله الفنان الكبير، حمادي بن سعيد، وجعل ما قدّمه للأجيال وللفن في ميزان حسناته.