في يوم كان يُفترض أن تكون رياضيا بامتياز، تحوّل محيط ملعب حمادي العقربي برادس إلى ساحة فوضى وغضب بعد فضيحة تنظيمية مدوّية هزّت النادي الإفريقي وأثارت غضب الآلاف من جماهيره الوفية.
فقد تم إعلام مجموعات الـ“كورفا نورد” من قبل لجنة التنظيم بأن اشتراكاتهم في "الفيراج" تخوّل لهم الدخول إلى "البيلوز"، إثر قرار الهيئة المديرة غلق المنعرج الشمالي بصفة مؤقتة. لكن عند الوصول إلى الأبواب، كانت الصدمة الكبرى: الوحدات الأمنية تمنع الجماهير من الدخول، مؤكّدة أنها لم تتلقَّ أي مراسلة رسمية من إدارة النادي تُجيز هذا القرار.
حينها انفجر الوضع: حالة من الارتباك، صراخ، مناوشات، وعنف لفظي بين الأحباء والأمن، فيما مكرم المدب، رئيس لجنة التنظيم، كان حاضرًا على عين المكان مكتوف اليدين، يراقب المشهد دون أي تدخل أو توضيح، تاركًا الجماهير في مواجهة مباشرة مع الوحدات الأمنية.
مشهد مؤلم ومهين لجماهير الإفريقي التي شعرت بالخداع، فالغضب الأحمر اجتاح الصفوف، واتهامات حادة وُجّهت للجنة التنظيم التي وُصفت بـ"العاجزة" و"غير المنسّقة". ما حدث لم يكن مجرد خطأ إداري، بل سقوط تنظيمي وأخلاقي صادم، كشف هشاشة التنسيق الداخلي وانعدام المسؤولية داخل اللجنة التي أضاعت ثقة الأحباء.
جماهير الإفريقي لم تتأخر في ردّها، إذ طالبت عبر صفحات التواصل الاجتماعي بـ إقالة مكرم المدب فورًا ومحاسبة كل من تورط في “إهانة الجماهير وتضليلها”، معتبرة أن “من لا يحترم جمهور النادي لا يستحق البقاء بين جدرانه”.
هذه الفضيحة لن تمرّ مرور الكرام داخل أسوار الإفريقي، إذ يرى مراقبون أن ارتداداتها ستكون عميقة على الهيئة المديرة التي وجدت نفسها في قلب عاصفة جديدة من الغضب الجماهيري. فالثقة بين الأحباء والإدارة تآكلت، والاحتقان بلغ ذروته، ما يُنذر بأزمة داخلية قد تهزّ استقرار الفريق في مرحلة حساسة من الموسم.
الشارع الأحمر يترقب: هل تتحرّك الهيئة لتصحيح المسار ومحاسبة المسؤولين؟ أم أنّ الصمت سيُحوّل الخطأ إلى فضيحة رسمية تُسجَّل في ذاكرة جماهير النادي الإفريقي؟



