أكّد قائد منتخب فرنسا السابق زين الدين زيدان، اليوم الأحد، رغبته في تدريب المنتخب الفرنسي مستقبلاً، مشيراً إلى أنّه "لا شيء مؤكّداً" في الوقت الراهن، لكنه لا يخفي طموحه في قيادة "الديوك" يوماً ما.

وجاء تصريح زيدان خلال مشاركته في مهرجان الرياضة الذي نظمته صحيفة لا غازيتا ديلو سبورت الإيطالية، حيث قال:

"أنا متأكّد من عودتي للتدريب... وفي المستقبل، ما أريده يوماً ما هو تدريب المنتخب الفرنسي. سنرى."

مرشح أول لخلافة ديشان

ويُعتبر "زيزو"، البالغ من العمر 53 عاماً، المرشح الأوفر حظاً لخلافة المدرب الحالي ديدييه ديشان، الذي من المنتظر أن يترك منصبه بعد كأس العالم 2026 في حال تأهل منتخب فرنسا إلى النهائيات.

زيدان الذي حمل ألوان "الديوك" في 108 مباريات دولية وسجّل 31 هدفاً، قاد بلاده إلى التتويج بكأس العالم 1998 وبطولة أوروبا 2000، في واحدة من أزهى فترات المنتخب الفرنسي.

تاريخ تدريبي استثنائي

بعد اعتزاله اللعب، دخل زيدان عالم التدريب من الباب الكبير مع ريال مدريد الإسباني، حيث تولّى قيادته بين عامي 2016 و2018 ثم مجدداً بين 2019 و2021، محققاً إنجازات تاريخية أبرزها:

- ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا (2016، 2017، 2018).

- لقبان في الدوري الإسباني (2017 و2020).

ورغم ابتعاده عن التدريب منذ عام 2021، ظلّ زيدان حاضراً في المشهد الكروي العالمي، باعتباره أحد أبرز الأسماء المرشحة لتولي مناصب كبرى على مستوى المنتخبات والأندية.

فلسفة المدرب وشغف الميدان

تحدث زيدان عن مفهومه الخاص للتدريب قائلاً:

"أهم شيء ليكون المدرب جيداً هو أن يكون لديه شغف بكرة القدم وأن يرغب في نقل ما بداخله إلى لاعبيه."

وأضاف موضحاً رؤيته الفنية:

"المدرب يلعب دوراً هاماً في نجاح فريقه، برأيي يشكل ذلك 80%، فهو ينقل طاقته ورغبته في القيام بالأمور بشكل جيد."

ما وراء تصريح زيدان: قراءة في التوقيت والدلالات

تصريحات زيدان تأتي في توقيت حساس، حيث يسعى منتخب فرنسا للتحضير لما بعد كأس العالم 2026، وتبدأ التساؤلات حول من سيقود الفريق في المرحلة التالية. إشارات زيدان تكشف عن استراتيجية ذكية لإبقاء اسمه في دائرة المرشحين دون الالتزام الفوري بأي قرار رسمي، كما تعكس تقديره للحظة المناسبة والتهيئة النفسية قبل العودة إلى عالم التدريب.

التحليل الرياضي يشير إلى أن عودة زيدان كمدرب للمنتخب ستكون رمزية قوية للجماهير الفرنسية، إذ تمثل تواصلاً بين أسطورة اللعب والمرحلة المقبلة، مع إمكانية إدخال دماء جديدة من اللاعبين الشباب تحت قيادة شخصية تاريخية.

وفي النهاية، يبقى "زيزو" نموذجاً للمدرب العصري الذي يجمع بين الإنجازات والخبرة والشغف، فيما تترقب الجماهير الفرنسية بفارغ الصبر توقيت اللحظة التي ستشهد ولادة حقبة جديدة تحت قيادته.