شهدت القاعة المغطاة برادس من ولاية بن عروس، يوم السبت 2 نوفمبر 2025، تظاهرة ثقافية استثنائية تمثلت في التصفيات النهائية للدورة الرابعة من "البطولة الوطنية للمطالعة"، التي نظمتها وزارة الشؤون الثقافية وإدارة المطالعة العمومية بالإدارة العامة للكتاب، بمشاركة قرابة 1400 متسابق من مختلف الفئات العمرية والجهات التونسية، في أجواء احتفالية تزاوج فيها الموسيقى بالكتاب، والمعرفة بالبهجة.
الحدث الذي اختتم عامًا كاملاً من المنافسة على حبّ الكتاب، أفرز تتويجات متنوّعة توّجت مجهودات آلاف المطالعين الذين شاركوا في هذه الدورة منذ انطلاقها يوم 25 ديسمبر 2024، حيث مثّلت المناسبة احتفاءً وطنيًا بثقافة القراءة وبالمكتبات العمومية التي جمعت الكبار والصغار حول سحر الحروف وعالم المعرفة.
وفي كلمة ألقاها خلال الحفل الختامي، عبّر سليم درقاش، المدير العام للمصالح المشتركة، نيابة عن وزيرة الشؤون الثقافية الأستاذة أمينة الصرارفي، عن اعتزاز الوزارة بالمستوى المتميز للمشاركين والمشاركات، مثمنًا جهود المكتبيين والمشرفين في دعم عادة المطالعة، ومؤكدًا أنّ "تونس مازالت مدينة تقرأ وتُبدع وتُضيء طريق الكتاب".
🔸 نتائج البطولة: أبطال من كل الأعمار والجهات
عرفت التصفيات النهائية تتويج نخبة من القرّاء الشبان والكهول:
- من 6 إلى 8 سنوات: آلاء شواط (مدنين) الأولى، تلتها آية الدعاسي (القصرين) ثم زهرة الحاج عمار (المنستير).
- من 9 إلى 12 سنة: إيناس فارح (القصرين) الأولى، تلتها مريم خليفي (قفصة) ثم إيلاف الفريحي (توزر).
- من 13 إلى 15 سنة: عزيز الجميل (نابل) في الصدارة، أمام ميار غانمي (سيدي بوزيد).
- من 16 إلى 22 سنة: ندى نصير (المهدية) الأولى، تلتها لينا بن ضياء (المنستير).
- من 23 إلى 39 سنة: صفاء زيدي (القصرين) الأولى.
- من 40 سنة فما فوق: دلندة الرشيدي (المنستير) الأولى، أمام سامية فرج الله من نفس الجهة.
🔸 تكريمات إنسانية تلامس القلوب
لم يخلُ الحفل من لمسات إنسانية مؤثرة، حيث تم تكريم أصغر المشاركين، الطفل جوري النوبي (6 سنوات من سيدي بوزيد)، وأكبر المشاركين، الشيخ محمد السالمي (85 سنة من بنزرت). كما تم تكريم ثلاث عائلات قارئة: عائلة البوهلالي (346 كتابًا)، بن جمعة (200 كتاب)، وشعبان (182 كتابًا).
وفي لفتة تقديرية مؤثرة، تم تكريم القارئتين آمنة بالخيرية من صفاقس، التي أنهت قراءة ألف كتاب، وهبة كداشي، إحدى المشاركات من ذوي الإعاقة البصرية، لشغفها الكبير بالقراءة وتحديها للصعاب.
🔸 أرقام قياسية تُثبت أنّ "تونس تقرأ"
تؤكد أرقام هذه الدورة أنّ شغف المطالعة في تونس مازال حيًا: 36.846 مشاركًا على المستوى الوطني، من بينهم 217 عائلة و6 مترشحين من المؤسسة العسكرية و4 من فاقدي البصر، بل وشهدت الدورة أول مشاركة لتونسي مقيم بألمانيا.
وقد تمت قراءة 635.702 كتابًا خلال التصفيات، بينما بلغ رصيد أحد المشاركين 964 كتابًا بمفرده — رقمٌ يجسّد حبًّا نادرًا للمعرفة والكتاب.
🔸 ختام يليق بتظاهرة وطنية
تُوّج جميع المشاركين بميداليات رمزية تقديرًا لمشاركتهم الفاعلة، وسط أجواء موسيقية واحتفالية ملهمة حملت رسالة واضحة:
“في زمن السرعة والتكنولوجيا، ما زالت تونس تكتب وتقرأ وتحتفل بالعقل”.
منصف كريمي – رادس



	
					
					
					
					
					
					
					
					