تضاربت الأنباء ليلة الاثنين-الثلاثاء بشأن أسباب اندلاع النيران في السفينة "فاميلي"، أكبر سفن أسطول الصمود العالمي، الذي يستعد للإبحار يوم الأربعاء 10 سبتمبر باتجاه غزة في رحلة رمزية لكسر الحصار.
ففيما أكدت هيئة الأسطول أن السفينة تعرضت إلى استهداف مباشر بمسيّرة قبالة ميناء سيدي بوسعيد، ما أدى إلى اندلاع حريق دون تسجيل إصابات في صفوف الطاقم، شددت على أن الحادث لن يوقف مسار الرحلة التضامنية. وأشارت الهيئة إلى أن الأضرار طالت جزءًا من السفينة، في حين احتشدت أعداد غفيرة من المواطنين بالمكان دعمًا للمبادرة.
لكن رواية رسمية مغايرة صدرت عن المتحدث باسم الحرس الوطني، العميد حسام الدين الجبابلي، الذي نفى بشكل قاطع فرضية الاستهداف الجوي، مؤكدًا أنه "لم يتم رصد أي مسيّرة"، وأن الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي "لا أساس لها من الصحة". وأضاف أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق ناجم عن احتراق سترة نجاة بفعل سيجارة أو قدّاحة، فيما يواصل مركز الحرس البحري التحقيقات بتعليمات من النيابة العمومية.
الحادثة أثارت جدلاً واسعًا بين من اعتبرها "محاولة ترهيب" للأسطول التضامني المتجه إلى غزة، وبين من يراها مجرد حادث عرضي ضُخِّم بفعل سياقه الحساس. وبين هذين الطرحين، يبقى التحقيق القضائي هو الفيصل في تحديد الأسباب الحقيقية.
ومهما تكن النتائج، فإن "فاميلي" — إحدى السفن الرئيسية لأسطول الصمود القادم من برشلونة — ستظل في صدارة الاهتمام مع اقتراب موعد الإبحار من السواحل التونسية في اتجاه غزة، في رحلة تتابعها أنظار العالم.