في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والحقوقية، أقرّ البرلمان البرتغالي، الجمعة 17 أكتوبر 2025، في تصويت أوليّ، مشروع قانون يقضي بـمنع تغطية الوجه في الأماكن العامة، وهو إجراء يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه استهداف مباشر لارتداء النقاب.
المشروع تقدّم به حزب "شيغا" اليميني المتطرف، الذي صعد بشكل لافت في المشهد السياسي البرتغالي وأصبح ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة في شهر ماي.
وحظي المشروع بتأييد 60 نائباً من حزب "شيغا"، مدعومين بأصوات الائتلاف الحكومي (يمين الوسط) وبعض الأحزاب الليبرالية، في حين صوّتت أحزاب اليسار والشيوعيون ضده بشدة، معتبرين أن القانون "يمسّ بحرية المعتقد والاختيار الشخصي".
من جهتهم، أكد مسؤولون مسلمون في البرتغال أن ارتداء النقاب ليس ظاهرة منتشرة في البلاد، لكنه تعبير ديني وثقافي لدى قلة من النساء المسلمات اللواتي يتمسّكن به كجزء من هويتهن.
ويرى مراقبون أن هذا القرار يأتي في سياق تصاعد موجة اليمين الشعبوي في أوروبا، حيث تتخذ بعض الحكومات مواقف أكثر تشدداً من قضايا الهجرة والهوية الدينية، ما يثير المخاوف من تنامي خطاب الإقصاء والتفرقة في المجتمعات الأوروبية.
ويُنتظر أن يُعرض مشروع القانون قريباً على تصويت نهائي بعد مناقشات إضافية، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية البرتغالية استقطاباً حاداً بين دعاة “الأمن والاندماج” ومدافعين عن “الحرية الفردية والتعدد الثقافي”.