كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء اليوم، عن تفاصيل ما أسمته "صفقة ترامب الكبرى"، وهي مقترح شامل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، يتضمّن هدنة لمدة 60 يومًا بضمان مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة توصف بأنها الأكثر طموحًا منذ اندلاع المواجهات.
هدنة مشروطة.. وجثث تعود من تحت الركام
وفقًا لما نشره موقع "آي 24 نيوز" وهيئة البث الإسرائيلية، فإن المقترح ينصّ على التزام إسرائيل الكامل بوقف إطلاق النار طوال فترة الهدنة، مقابل إطلاق رهائن إسرائيليين على مراحل، بينهم أحياء وجثث محتجزة لدى حركة حماس.
اليوم الأول: إطلاق 8 رهائن أحياء.
اليوم السابع: تسليم جثث 5 رهائن.
اليوم الثلاثون: تسليم 5 جثث إضافية.
اليوم الخمسون: إطلاق رهينتين أحياء.
اليوم الستون: إعادة جثث 8 رهائن.
في المقابل، تلتزم إسرائيل بإدخال مساعدات إنسانية موسّعة إلى قطاع غزة مباشرة بعد توقيع الاتفاق، على أن يتم توزيعها تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر، ووفق اتفاق 19 يناير الماضي.
وقف نار وجوي.. وانسحاب تدريجي
وبحسب الخطة، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية ستتوقف بالكامل بمجرد دخول الاتفاق حيز التنفيذ. كما ستُعلّق الطلعات الجوية والاستخباراتية فوق القطاع لمدة 10 ساعات يوميًا، ترتفع إلى 12 ساعة في الأيام التي تُفرج فيها حماس عن الرهائن.
ومن المنتظر أن يتم إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في شمال القطاع في اليوم الأول، على أن يليها انسحاب من مناطق الجنوب بعد تسليم الجثث في اليوم السابع.
ما بعد الهدنة: حوار سلام ومقايضات أسرى
الأهم من ذلك أن الهدنة تفتح الباب أمام مفاوضات موسّعة لوقف دائم لإطلاق النار، تتناول محاور استراتيجية كبرى:
إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين.
آليات الانسحاب العسكري الإسرائيلي.
ضمانات أمنية طويلة المدى.
ترتيبات المرحلة التالية في غزة، أو ما يُعرف بـ "اليوم التالي"، وهو ملف بالغ التعقيد يتضمن مستقبل الإدارة والحكم في القطاع.
ترامب على الخط.. ونتنياهو في الصورة
وأكدت التقارير أن الرئيس دونالد ترامب سيتولى شخصيًا الإعلان عن الاتفاق خلال لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، في مشهد يُعيد للأذهان توقيع اتفاقيات تاريخية سابقة.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الإعلان المشترك سيتضمن رسائل طمأنة للداخل الإسرائيلي، إلى جانب رسائل دبلوماسية موجّهة لحركة حماس والإقليم.
هل تصمد الهدنة؟
رغم الأمل الذي تثيره الخطة، إلا أن الشارع الإسرائيلي والفلسطيني لا يزال منقسمًا بشأن جدواها، خاصة في ظل تجارب سابقة فشلت بسبب هشاشة الضمانات وتضارب الأجندات. لكن دخول ترامب على الخط يعطي الاتفاق زخمًا سياسيًا وغطاءً دوليًا يمكن أن يخلق أرضية جديدة لحل معقّد عمره سنوات.
ختامًا، فإن هدنة الـ60 يومًا قد لا تكون فقط استراحة محارب، بل بوابة نحو تحوّل استراتيجي شامل، إذا ما قُدّر لها النجاح... فهل تكون هذه الصفقة "صفقة القرن" الجديدة بنسخة عسكرية إنسانية؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة.
