اختر لغتك

 
تونس: تظاهرات متنوّعة تثمينا للمعالم الاثرية

تونس: تظاهرات متنوّعة تثمينا للمعالم الاثرية

حرصا منها على تثمين المعالم الاثرية وابرازها عبر المحامل الثقافية ولفائدة مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية تحرص وكالة احياء التراث والتنمية الثقافية على تنظيم عدة تظاهرات فنية وابداعية وتوعوية من ذلك تنظيمها يومي 6 و7 أكتوبر الجاري لتظاهرة "التّراث والكتاب منذ الصّبا" وهي تظاهرة ثقافيّة تنشيطيّة موجّهة للأطفال تحتضنها "بمدينة الثقافة "الشاذلي القليبي وتهدف كما أفادتنا الاستاذة آمال حشانة المديرة العامة للوكالة الى تحسيس الأطفال وتوعيتهم بالإرث الحضاري والثقافي الذي تزخر به تونس وترغيبهم في التراث وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على هذا الإرث العريق لبلادنا في إطار التربية المتحفية عبر ورشات يدوية وتنشيطية مبسّطة كما تندرج في هذه التظاهرة في إطار تنويع الأنشطة الثقافية الموجهة للناشئة والانفتاح على بقية المؤسسات الثقافية وستمكّن الأطفال المشاركون في فعالياتها من خوض تجارب غامرة باستعمال تقنية الواقع الافتراضي وزيارة عدد من المواقع الأثرية إضافة إلى المشاركة بورشات يدوية للفسيفساء.

ويتضمّن برنامج هذه التظاهرة في يومها الاول تنظيم مجموعة من الاشغال التطبيقيّة المبسّطة لصنع لوحات من الفسيفساء فورشة في المطالعة ثم الغوص في تجربة غامرة باستعمال الواقع الافتراضي بمعالم جزيرة جربة.

وفي اليوم الثاني منها تتواصل أشغال ورشة المطالعة والاشغال الخاصة بصنع لوحات فسيفسائية كما يتم الغوص في تجربة غامرة باستعمال الواقع الافتراضي بموقع دقّة الأثري وموقع مكثر الأثري.

ولان التّراث الّثقافي غير المادي أو "التراث الحي"يعدّ من المواضيع الحينية التي تهتّم بها فان الوكالة حسب مديرتها العامة تسعى إلى تثمين التراث الثقافي بمختلف أصنافه والتعريف به على مختلف المنصات الرقمية وذلك عملا بفحوى اتفاقية اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي لسنة 2003 التي تعترف بأهمية التراث الثقافي غير المادي بوصفه "بوتقة للتنوع الثقافي وعاملا يضمن التنمية المستدامة" كما تحرص الوكالة وعبر صفحات التواصل الاجتماعي للتعريف بفحوى المادة السادسة لاتفاقيّة اليونسكو لصون التّراث الثّقافي غير المادي لسنة 2003 وعلى بعض التفاصيل المتعلقة بانتخاب الدول الأعضاء في اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي.

وتحرص الوكالة من جهة أخرى على التعريف بجميغ المواقع الاثرية والمعالم التاريخيّة والمتاحف المفتوحة باضفاء مجانية على دخولها بالنسبة الى المواطنين التّونسيون وكذلك الأجانب الحاصلين على بطاقة إقامة قانونيّة بتونس وذلك أول كل أحد من كل شهر وخلال العطل الرسمية ويومي 18 أفريل من كل سنة في اطار الاحتفال باليوم العالمي للمواقع والمعالم و18 ماي من كل سنة في اطار اليوم العالمي للمتاحف.

وفي اطار دورها العلمي للتعريف بآفاق السياحة عموما والسياحة الثقافية خاصة تنظّم الوكالة عدة ندوات ذات صلة من ذلك تنظيمها وبمشاركة عدد من الخبراء والباحثين والمختصين في التراث الثقافي غير المادي لندوة علميّة خلال شهر سبتمبر الماضي بمدينة قابس حول "دورالتّراث الثّقافي غير المادّي في تنمية السياحة المستدامة"وذلك بالتعاون مع مشروع زُر تونس التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومركز سميثسونيان لحياة الشّعوب والتّراث الثقافي ودائرة التنمية المتحفية بالمعهد الوطني للتراث ندوة علمية تحت عنوان"دور التراث الثقافي غير المادي في تنمية السياحة المستدامة" وذلك بهدف تسليط الضوء على عناصر التراث الثقافي غير المادي المعروف نسبيّا أو المجهول حتى الآن في ست مناطق مختلفة من الجمهورية التونسية وهي طبرقة وعين دراهم والقيروان وقابس وتوزر وقبلي ودوز وتطاوين ضمن مشروع تجريبي بعنوان " Tunisia Living Culture" أو الثقافة الحية في تونس يسعى إلى صون التراث الثقافي غير المادي وضمان استمراريته الى جانب التّعرف على عناصر معينة من التراث الثقافي غير المادي بالمناطق الست المستهدفة، من أجل دمجها ضمن السياحة المستدامة وصون هذا التراث الحيّ باعتباره تراثا حسّاسا كما نظمت الوكالة خلال شهر سبتمبر الماضي وتحت اشراف وزيرة الشؤون الثقافية، الدكتورة حياة قطاط القرمازي فعاليات حفل اختتام الحملة الاستكشافية لمشروع حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه بمنطقة سكيركيس حيث تمت برمجة زيارة إلى السفينة العلمية لكلّ من الوزراء والسفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والمديرين العامين والصحفيين تمكنوا من خلالها من التعرف على السفينة العلمية الفرنسية ألفريد ميرلان الراسية بمارينا بنزرت، البالغ طولها 46 مترا والمجهّزة بآخر التكنولوجيات الحديثة لاكتشاف أعماق البحار وبروبوت قادر على القيام بمسوحات جيوفيزيائية على عمق 2500 مترا كما قدّمت اللجنة العلمية المتكوّنة من ثمان دول شريكة في المشروع معطيات أولية عن الاكتشافات وصور التقطت بمنطقة سكيركيس الواقعة بالجرف القاري التونسي على بعد 90 كم خلال هذه المهمّة التي انطللقت يوم 27 أوت 2022 وتواصلت إلى غاية يوم 2 سبتمبر 2022 كما تمكّن الفريق العلمي لليونسكو المتكوّن من 20 مختصّا في الآثار المغمورة بالمياه من العثور على حطام لثلاث سفن من بينها سفينة في عمق حوالي 90 مترا يبلغ طولها أكثر من 74 مترا تعود للقرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين 19 إضافة إلى على سفينة ثانية تعود للعصور القديمة .هذا وسيتم في مرحلة ثانية تحليل جميع المعطيات التي تم تسجيلها من قبل الروبوتات آرثور و هيلاريون التي تم اعتمادها في هذه الحملة الاستكشافية من قبل الخبراء والمحللين على أن يتم عرض نتائج هذه المهمة العلمية بين شهري نوفمبر وديسمبر القادمين بمنظمة اليونسكو حيث يعدّ هذا المشروع اعترافا بدور تونس التي شهدت أولى الحفريات العلمية لحطام السفن بالمهدية ودورها الريادي على المستوى الدولي والإقليمي في المجال منذ انضمامها كأولى الدول العربية والافريقية لاتفاقية اليونسكو لسنة 2001 لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه.

يذكر أنّ مشروع "التعاون الدولي لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في منطقة سكيركيس يندرج في إطار مسار متكامل يسعى إلى تكريس التّعاون المشترك بين الدّول الأعضاء المصادقة على اتفاقيّة اليونسكو لسنة 2001 لحماية على التراث المغمور بالمياه، بالاعتماد على المجهودات المشتركة للدّول الشريكة وتشارك فيه كل من إسبانيا وإيطاليا والجزائر وفرنسا وكرواتيا ومصر والمغرب وتونس بوصفها الدولة المنسّقة كما يمثّل هذا المشروع أول تجربة لتطبيق المبادئ الأساسية لاتفاقية اليونسكو لسنة 2001 لحماية التراث المغمور بالمياه التي تقوم على تفعيل آلية التعاون بين الدول الأطراف للاتفاقية ومبدأ الإخطار وتبادل المعلومات والمعارف فيما بينها ودعم القدرات والمهارات المتعلقة بالتراث الثقافي المغمور بالمياه ويُعدّ تجربة نموذجيّة لحماية مواقع أثريّة زاخرة ببقايا حطام سفن تعود إلى عصور وحضارات مختلفة.

كما سجّلت الوكالة حضورها الفاعل في عدة لقاءات ثقافية عربية ذات صلة بمجال اهتمامها آخرها المشاركة في بدايات شهر سبتمبر الماضي في أشغال المؤتمر الإقليمي الأول لحماية الممتلكات الثقافية بعمان بالمملكة الأردنية حيث قدّمت المديرة العامة للوكالة بمداخلة بعنوان"تثمين التراث الثقافي عبر الرقمنة، تعزيز للصمود الثقافي والاقتصادي"وذلك من خلال تجربة وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية الى جانب مشاركتها في معرض الرياض الدولي للكتاب بالمملكة العربية السعودية منذ 29 سبتمبر الماضي والى غاية يوم 8 أكتوبر الجاري حيث أشرفت على تصميم لجناح تونس بفضاء المعرض والمساهمة بعرض الكتب القيمة مضمونا وشكلا وبالمطويات والمنشورات التي تعرف بمخزوننا التراثي الثري والمتنوع والتي تبرز تاريخ تونس وعراقة الحضارات التي تعاقبت على بلادنا وتشجع على زيارة تونس والتعرف على ما تزخر به من تراث ثقافي.

وقد عرف فضاء الوكالة بالمعرض المذكور إقبالا هاما من الزوار من مختلف الفئات العمرية حيث حظي بزيارة سعادة سفير تونس بالمملكة العربية السعودية ومندوبها الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي هشام الفوراتي،كما مكنّت الوكالة من خلال ممثلها مهندس الإعلامية حمزة شمس الدين زوّار المعرض من خوض تجارب غامرة باعتماد النظارات ثلاثية الأبعاد وعبر استعمال الواقع الافتراضي بارتداء Casque VR للتعريف بمخزون تونس الحضاري والأثري واكتشاف المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والمتاحف التونسية والترويج لتونس كوجهة ثقافية والتعرف على تراثنا المادي وغير المادي وحثّ روّاد المعرض على زيارة بلادنا باعتماد التكنولوجيات الحديثة.

وقد أشاد سعادة سفير تونس بالتجربة الافتراضية النموذجية بموقع بيلاو في تثمين التراث الثقافي المغمور بالمياه وعبّر عن إعجابه بتوجه المؤسسة نحو التكنولوجيات الحديثة للتوعية بأهمية التراث الثقافي والحضاري الذي تزخر به بلادنا.

 

آخر الأخبار

الدورة 26 لملتقى المبدعات العربيات في سوسة تحت شعار "المبدعة العربية والمواطنة"

الدورة 26 لملتقى المبدعات العربيات في سوسة تحت شعار "المبدعة العربية والمواطنة"

تعيينات جديدة في المنتخب الوطني التونسي

تعيينات جديدة في المنتخب الوطني التونسي

وزيرة الأسرة تختتم دورة تكوينية لدعم الحرفيات وصاحبات المشاريع الصغرى في الصناعات التقليدية

وزيرة الأسرة تختتم دورة تكوينية لدعم الحرفيات وصاحبات المشاريع الصغرى في الصناعات التقليدية

يوم التروية: رمز الإيمان والاستعداد الروحي في مناسك الحج

يوم التروية: رمز الإيمان والاستعداد الروحي في مناسك الحج

قصة إدمان غير عادية: امرأة بريطانية تدمن تناول الرمل والأسمنت والطوب

قصة إدمان غير عادية: امرأة بريطانية تدمن تناول الرمل والأسمنت والطوب

Please publish modules in offcanvas position.