موسم جديد، وجرح قديم يتعمق أكثر داخل جدران النادي الإفريقي. فريق يُكافح على أرضية الميدان، يُراوغ المظالم، ويُصارع خصومًا فوق العشب، لكنه يواجه العدو الأخطر في الداخل: إدارة مترنحة، متناحرة، تائهة بين مصالحها الضيقة وصراعاتها الصغيرة، حتى كاد الكيان يختنق من عبثها.
إدارة بلا هوية... بلا مشروع... بلا خجل
في الوقت الذي تتصارع فيه الأندية على الألقاب، اكتفت إدارة الإفريقي بالتفرّج على الانهيار. لا رؤية، لا خطة، لا انسجام. صراعات علنية، ولاءات متبدلة، قرارات فردية، وملفات تُسرب كما تُسرّب الأسرار في المقاهي. الإفريقي لم يعد نادياً، بل أصبح ساحة لمعركة عبثية تُدار بأساليب الهواة.
الميركاتو... مرآة الفشل الذريع
في سوق الانتقالات، لم يكن الإفريقي فاعلاً... بل ضحية. سوى استثناءين، بقية الانتدابات كانت أشبه بمحاولة إسكات جماهير الغضب لا تدعيم فريق ينافس. الأسماء الوافدة لا تليق بتاريخ النادي، ولا تضيف شيئًا للمجموعة. غربلة جذرية باتت ضرورة، لكن من يجرؤ على الفرز من داخل مؤسسة عاجزة عن مراجعة نفسها؟
الإفريقي بلا صوت داخل الجامعة
التمثيل القانوني شبه غائب، النفوذ منعدم، والملفات الشائكة تُدار بخسائر متكررة. من نادٍ كان يُحسب له ألف حساب، إلى كيان يُعامل بالتجاهل، لأن الإدارة لم تتقن سوى لغة الانقسام والارتجال. المظالم التحكيمية لم تكن عشوائية... بل نتيجة طبيعية لتراجع الحضور الإداري.
جمهور وفيّ يُقابل بالخيانة
جمهور النادي الإفريقي ليس مجرد مشجعين. هم حماة الذاكرة، ووقود الاستمرارية. لكن هذا الجمهور يُقابل بالخذلان كل موسم. لم تعد المسألة متعلقة بنتائج عابرة، بل بوجود نادٍ يُجرّ نحو المجهول على يد من يُفترض أنهم حُراسه.
الرسالة الأخيرة: غادروا... قبل أن يسقط كل شيء
ما يحدث في الإفريقي ليس أزمة عابرة، بل حالة انهيار إداري شامل. الصمت لم يعد مقبولاً، والتبريرات لم تعد تقنع أحداً. الإفريقي بحاجة إلى ثورة، لا إلى ترقيع. إلى قيادة تُنقذ، لا إدارة تُمعن في إغراقه.
إن لم تكن هذه الإدارة قادرة على الفعل... فلتتنحّ بصمت، قبل أن تُصبح جزءًا من لائحة من دمّروا أعظم كيان كروي في تونس.