في أجواء احتفالية تجمع بين عبق التراث وعراقة الرياضة، احتضن مضمار قصر السعيد بمنوبة مساء الأحد 20 أفريل 2025 المحطة الأولى من سلسلة سباقات كأس رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للخيول العربية الأصيلة في نسختها الخامسة. وجاء هذا الحدث الاستثنائي تحت إشراف وزير الفلاحة التونسي السيد عز الدين بن الشيخ ووزير الاقتصاد الإماراتي السيد عبد الله بن طوق المري، بحضور ديبلوماسي رفيع المستوى وعدد من الإعلاميين والشخصيات البارزة في مجال سباقات الخيول.
تظاهرة رياضية بثقل دولي وعمق ثقافي
أكّد السيد حاتم المرناوي، المدير العام لشركة سباق الخيل، في تصريح لـ"توانسا"، أنّ هذا السباق هو أكثر من مجرد منافسة رياضية، بل هو مهرجان دولي يشهد مشاركة 17 دولة عربية وأوروبية، ويهدف إلى إبراز التنوع الثقافي والترويج للمنتوج التونسي، إضافة إلى دعم قطاع سباقات الخيول، الذي يعدّ اليوم من أبرز ملامح السياحة الرياضية والثقافية في تونس.
واعتبر المرناوي أن النسخة الحالية تجاوزت سابقاتها من حيث النسق والتنظيم، وهي تدخل ضمن سلسلة تحضيرية لكأس تونس المزمع تنظيمه يوم 18 ماي القادم. كما أشار إلى أنّ الاتحاد العالمي للخيول العربية الأصيلة الذي يتخذ من الإمارات مقرًا له، يشرف على هذه البطولة التي تنظم في خمس دول عربية من بينها تونس.
رسالة ثقافية باسم الإبداع والاقتصاد البرتقالي
من جهتها، أكدت سيرين عثماني، رئيسة الغرفة الفتية الاقتصادية بقصر السعيد، أن مشاركتهم في هذه التظاهرة جاءت بدعوة من شركة سباق الخيول، في إطار العمل على تثمين الاقتصاد البرتقالي أو ما يعرف بـ"الاقتصاد الثقافي والإبداعي". وأضافت أن الحدث كان فرصة للتعريف بالتراث الثقافي المادي وغير المادي لمنطقة قصر السعيد، خاصة فيما يتعلق بتاريخ تربية الخيول.
كما شدّدت على البعد الرمزي لمضمار قصر السعيد، الذي تم إنشاؤه سنة 1893، وكان أول مطار تونسي تنطلق منه طائرة باتجاه أوروبا، ما يمنحه قيمة حضارية وتاريخية فريدة.
نافح يحسم السباق الكبير ويهدي الإمارات اللقب
توج الجواد "نافح" من اسطبلات خالد بن عثمان، بقيادة الفارس جوزيه سانتياغو، بالجائزة الكبرى بعد انتصاره في سباق الـ2000 متر، لينجح في انتزاع لقب كأس رئيس دولة الإمارات للخيول العربية الأصيلة، في أمسية شهدت تنظيم 8 سباقات بمشاركة قرابة 100 رأس من الخيول بين جياد وأفراس ومهور.
تراث حيّ يعبُر الزمان: من رؤية زايد إلى حلم مشترك
تجدر الإشارة إلى أن بطولة كأس صاحب السمو رئيس دولة الإمارات للخيول العربية الأصيلة أُطلقت لأول مرة سنة 1994 من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كرسالة واضحة للعالم بأهمية المحافظة على هذا التراث العربي العريق وإبراز أصالة الخيول العربية في المحافل الدولية. وتواصل هذه البطولة اليوم نفس الرسالة عبر جولات في أوروبا وأمريكا والعالم العربي.
رهان على الشباب ومستقبل التظاهرات الرياضية
ختم السيد حاتم المرناوي حديثه بالتأكيد على أن الهدف من نسخة 2025 هو إبراز البعد التراثي وتعزيز دور الشباب في النهوض بقطاع سباقات الخيول، موجهًا الشكر إلى الغرفة الفتية الاقتصادية على مساهمتها الفعالة. كما أعلنت رئيسة الغرفة عن تنظيم مؤتمر عالمي بتونس هذه السنة، سيشهد مشاركة ممثلين من 120 دولة، مما يجعل من تونس وجهة بارزة على خريطة السياحة الثقافية والرياضية.