شؤون وطنية

✍️ تقرير صحفي – اليوم العالمي للأسرة – 15 ماي 2025

وسط شارع الحبيب بورقيبة، وبين أجنحة تنشيطيّة، وورشات توعويّة، ومداخلات فكرية، تحوّل قلب العاصمة اليوم إلى منبر مفتوح للأسرة التونسية، التي احتفلت بيومها العالمي، تحت شعار يتجاوز العيد إلى التحصين من آفة العصر: المخدّرات.

أسماء الجابري: نريد أسرة صامدة... ومجتمعًا محصّنًا

وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، السيدة أسماء الجابري، أطلقت رسائل قوية خلال إشرافها على فعاليات اليوم الإعلامي الوطني حول "الأسرة والوقاية من مخاطر المخدرات"، مؤكدة أن هذا الحدث لا يقتصر على الجانب الرمزي أو الاحتفالي، بل يأتي في سياق خطة وطنيّة رئاسية ممنهجة لمواجهة خطر المخدرات الذي أصبح يهدّد تماسك الأسر وسلامة المجتمع.

من الشعار إلى الفعل: "قول لا للمخدرات"

الحدث الذي انتظم بشكل متوازٍ في كامل ولايات الجمهورية لم يكتف بالتنظير، بل حمل أبعادًا عملية من خلال مبادرة وطنية انطلقت في مارس الفارط، تضمّنت ومضات تحسيسيّة، وشهادات حيّة، ورسائل مواطنيّة شارك فيها فنانون، رياضيون، إعلاميون، كشفيون، وصنّاع محتوى... وكلهم بصوت واحد: #قول_لا_للمخدرات.

وكان لافتا تكريم هؤلاء المبدعين في لفتة رمزيّة تعكس أن المعركة ضد الإدمان ليست حكرا على وزارات الداخلية والصحة، بل مسؤولية جماعية تبدأ من الفنان وتنتهي بالطفل.

ثورة تشريعية مرتقبة... وخطّة وطنية متكاملة

الوزيرة لم تخفِ طموح وزارتها في الذهاب إلى ما هو أبعد من الحملات التحسيسية، معلنة عن استكمال خطّة وطنية لتعزيز التماسك الأسري، والتحضير لما وصفته بـ"ثورة تشريعية فعلية" تكون في خدمة الأسرة لا عليها، وفق مقاربة تشاركية جامعة تنبع من الخيارات السيادية التي رسمها رئيس الجمهورية.

الأسرة في خط المواجهة الأولى

الجلسات التوعويّة التي نُظمت بالمناسبة، سلّطت الضوء على خطورة المخدرات داخل محيط الأسرة، وعلى أهمية أن تكون الأسرة فاعلاً لا متفرّجًا. فقد تناولت الورشات دور الأولياء في رصد مؤشرات الإدمان المبكر، وطرق مرافقة الأبناء نفسيّا واجتماعيّا، إلى جانب عرض تجارب ناجحة في الوقاية والتأهيل.

توحيد الجهود... شرط النجاح

اليوم الإعلامي كشف أيضًا عن تنسيق غير مسبوق بين وزارات الأسرة، الصحة، الداخلية، الشباب والرياضة، إلى جانب المجتمع المدني الذي حضر بقوّة من خلال جمعيات تنشط في الأحياء والمدارس والمعاهد.

الختام برسالة مفتوحة من الشارع إلى الدولة

من شارع الحبيب بورقيبة، خرجت الرسالة واضحة: لا بدّ من سياسة وطنية شاملة لحماية الأسرة من المخدرات، سياسة تتجاوز "حملات المناسبات" لتصبح ثقافة مجتمعية دائمة، تُربّى عليها الأجيال من الطفولة، وتترجم في السياسات، وتُراقب بالقانون.

لأن الأسرة، كما قالت الوزيرة، ليست مجرّد مؤسسة اجتماعية... إنها خط الدفاع الأول ضد الانهيار القيمي والسلوكي.