تظهر إحصائيات الأمم المتحدة أن حجم التجارة العالمية في المخدرات، والأدوية والعقاقير الممنوعة، يقارب حاليّاً 400 مليار دولار سنويّاً، وهو ما يزيد عن مجموع ميزانيات عشرات من الدول النامية والفقيرة. وبالنظر إلى أن حجم التجارة العالمية الإجمالي يبلغ 350 تريليون دولار، فقد أصبحت تجارة المخدرات تشكل حالياً أكثر من واحد في المئة من هذا الإجمالي، مما يضعها في مصاف حجم وقيمة التجارة الدولية في النفط والأسلحة. وهذا الرواج الهائل الذي تشهده تجارة المخدرات تحقق في زمن قصير نسبيّاً، بناء على أن هذا النوع من التجارة لم يتواجد قبل نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وهي الفترة التي شرع فيها العديد من الدول في تشريع القوانين المانعة لإنتاج، ونقل، وبيع، واستهلاك، العديد من المواد المؤثرة على الحالة العقلية والذهنية، مثل الأفيون، والحشيش، وبقية المواد المخدرة، وهو ما أدى بالتبعية إلى بزوغ فجر هذه التجارة المربحة.