الجمعة 16 ماي 2025 – الحديدة (اليمن) / القدس المحتلة
في تطوّر ميداني خطير، أكدت وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي في اليمن سقوط شهيد وتسعة جرحى، بينهم ستة مدنيين، جراء قصف جوي نفذه الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة على موانئ محافظة الحديدة غرب اليمن، في أول عملية عسكرية معلنة تستهدف العمق اليمني منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبينما وصفت جماعة أنصار الله هذه الهجمات بـ"العدوان الصهيوني المباشر"، تبنّى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس رسمياً العملية، مؤكداً على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أن الغارات الإسرائيلية "ألحقت أضراراً كبيرة بالبنية التحتية للموانئ اليمنية الخاضعة لسيطرة تنظيم الحوثيين".
🎯 خلفيات التصعيد: البحر الأحمر في مرمى النيران
منذ إعلان الحوثيين دخولهم على خطّ المواجهة نصرةً لفلسطين، وقيامهم باستهداف السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها في البحر الأحمر وباب المندب، باتت اليمن واحدة من الجبهات الجديدة في الصراع الإقليمي المتفجر.
وأقدمت جماعة أنصار الله على تعطيل حركة الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، ما تسبّب بخسائر اقتصادية هائلة لتل أبيب، ودفع الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف بحري دفاعي عرف بـ"درع الازدهار".
لكن إسرائيل اليوم قررت الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، واستهدفت الموانئ الاستراتيجية التي يستخدمها الحوثيون في عملياتهم، في رسالة مفادها أنها قادرة على الوصول إلى أي ساحة معادية، ولو كانت على بعد آلاف الكيلومترات.
🗣️ تهديد مباشر باغتيال عبد الملك الحوثي
وفي تصعيد لفظي غير مسبوق، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي باغتيال عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة اليمنية، قائلاً:
"كما فعلنا مع محمد الضيف ويحيى السنوار في غزة، ومع حسن نصر الله في بيروت، ومع إسماعيل هنية في طهران، سنطارد ونغتال عبد الملك الحوثي في اليمن".
وأضاف كاتس: "إذا استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل فسيتلقون ضربات موجعة. سندافع عن أنفسنا بقوتنا في وجه كل عدو".
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام قليلة من قصف إسرائيلي استهدف مطار صنعاء الدولي، والذي أعلنت جماعة الحوثي استئناف العمل فيه رغم الدمار، في تحدٍّ واضح للردع الإسرائيلي.
📍 حصيلة أولية للقصف الإسرائيلي على اليمن
وفق بيان وزارة الصحة في صنعاء، فإن الغارات الجوية على ميناء الصليف وميناء الحديدة أدّت إلى:
- شهيد واحد على الأقل
- 9 جرحى مدنيين
- أضرار جسيمة في المنشآت المدنية والمينائية
وتعد هذه الضربات أول عملية مباشرة تُنسب رسميًا لإسرائيل ضد أهداف في اليمن، ما يجعل الجبهة اليمنية رسمياً جزءاً من الحرب الإقليمية متعددة الأطراف.
🧠 تحليل استراتيجي: إلى أين يتجه المشهد؟
✅ إسرائيل تكسر الخطوط الحمراء
باستهداف اليمن، تكون إسرائيل قد تخطت الحدود الجغرافية التقليدية للصراع، واتجهت إلى توسيع ساحات المواجهة لتشمل دولاً بعيدة جغرافياً، لكنها قريبة عسكرياً من محور المقاومة.
✅ الرد الحوثي مرجّح
استناداً إلى تصريحات سابقة للقيادات الحوثية، فإن الرد لن يتأخر، وقد يتمثل في:
- هجمات جديدة على السفن الإسرائيلية أو الأميركية في البحر الأحمر
- ضربات صاروخية أو بطائرات مسيّرة تستهدف العمق الإسرائيلي أو قواعد أميركية في المنطقة
✅ خطر اندلاع حرب شاملة
اغتيال عبد الملك الحوثي – إن تم – قد يُشعل حرباً لا تقل خطورة عن اغتيال قاسم سليماني في 2020. فقد بات الحوثيون جزءاً أصيلاً من محور إقليمي يمتد من طهران إلى بيروت، ومن غزة إلى صنعاء.
🕊️ الموقف الدولي: صمت حذر
حتى الآن، لم تُصدر الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن أي إدانة واضحة للغارات الإسرائيلية، بينما يلوح قلق دولي من احتمال تصعيد يهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأمن صادرات النفط العالمية.
من جانبها، أكدت طهران أن "العدوان الإسرائيلي على اليمن لن يمرّ دون حساب"، فيما شدد حزب الله اللبناني على أن "أي مساس بالقيادة اليمنية يُعد إعلان حرب على كل محور المقاومة".
🧾 خلاصة التقرير:
- إسرائيل وسّعت دائرة الحرب لتشمل اليمن رسميًا.
- الحوثيون باتوا جزءاً لا يتجزأ من المعادلة الإقليمية.
- الخطر الأكبر قادم إذا نفذت تل أبيب تهديدها باغتيال عبد الملك الحوثي.
- المنطقة على شفا انفجار متعدد الجبهات.
