القدس المحتلة - الاثنين 5 ماي 2025
في تطور لافت في مسار الحرب المستمرة على غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، أن الهجوم القادم على القطاع سيكون "عملية عسكرية شاملة" تهدف إلى "هزيمة حركة حماس بالكامل"، وسط مؤشرات على نية تل أبيب فرض سيطرة مباشرة وطويلة الأمد على القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.
تصريحات تشير إلى تغيير في قواعد الاشتباك
وفي مقطع مصور نُشر عبر حسابه على منصة "إكس"، قال نتنياهو:
"لن ندخل غزة وننسحب مجددًا. هذه المرة، النية هي عكس ذلك تمامًا. سننقل السكان من مناطق القتال حفاظًا على حياتهم".
كلمات نتنياهو حملت إشارات صريحة إلى توجه إسرائيلي نحو تنفيذ عملية برية واسعة النطاق، تتجاوز النمط التقليدي للهجمات المحدودة، وتُمهّد ربما لتغيير جذري في وضع غزة الجغرافي والسياسي.
قرار حكومي بمهاجمة القطاع بالكامل
من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن مجلس الوزراء الأمني المصغّر صادق رسميًا على خطة توسيع العملية العسكرية في غزة، وتشمل هذه الخطة:
- السيطرة الكاملة على أراضي القطاع
- تعزيز خيار "الهجرة الطوعية" للسكان
- التمهيد لمرحلة انتقالية قد تُغيّر ملامح الوضع الفلسطيني في غزة
- هذه المعطيات تؤكد أن تل أبيب تسير باتجاه إعادة احتلال القطاع جزئيًا أو كليًا، وهو سيناريو حذرت منه عدة منظمات حقوقية ومراقبون دوليون باعتباره تهديدًا خطيرًا للمدنيين ويشكّل خرقًا للقانون الدولي الإنساني.
السياق الإقليمي: صاروخ حوثي وردّ في الحديدة
تأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان جماعة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ على مطار بن غوريون الإسرائيلي، ما دفع حكومة نتنياهو إلى الرد عبر غارات جوية استهدفت ميناء الحديدة غرب اليمن فجر اليوم.
وقد اعتبرت الجماعة أن استهداف إسرائيل يأتي ردًا على تصعيدها في غزة، وهددت بـ"فرض حصار جوي شامل" على الدولة العبرية.
ردود الفعل الدولية
حتى الساعة، لم يصدر تعليق رسمي من الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة على تهديدات نتنياهو الأخيرة، لكن مصادر دبلوماسية أوروبية أعربت عن قلقها العميق من التصعيد الجاري، محذّرة من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع، الذي يعاني أصلاً من انهيار شامل في الخدمات الصحية والبنية التحتية.
بين التهديدات والتصعيد الميداني، يبدو أن المنطقة تتجه نحو مرحلة غير مسبوقة من الصراع، قد تعيد تشكيل المشهد السياسي والأمني في الشرق الأوسط. وتبقى غزة، ككل مرة، الحلقة الأضعف في معادلة القوة، مع آلاف المدنيين العالقين تحت نيران الطائرات والمصالح المتضاربة.