اختر لغتك

أزمة في الفرن: قطاع المرطبات على حافة الانهيار قبل أسابيع من احتفالات رأس السنة

أزمة في الفرن: قطاع المرطبات على حافة الانهيار قبل أسابيع من احتفالات رأس السنة

في تطوّر ينذر بشتاء اقتصادي قاسٍ، كشف قطاع المرطبات والمنتوجات الحلويّة في تونس عن أزمة غير مسبوقة تهدّد الموسم الأكثر رواجًا خلال العام. رئيسة الغرفة الوطنية لمصنّعي المرطبات، سامية ذياب، دقّت ناقوس الخطر أمس الأربعاء 26 نوفمبر 2025، معلنة دخول القطاع مرحلة “الطوارئ” مع شحّ المواد الأساسية وتوقّف مؤسسات عن الإنتاج في ذروة الاستعدادات لرأس السنة الإدارية.

نقص الزبدة والفارينة… خطر يشلّ العجلات الأولى للإنتاج

تصريحات ذياب كشفت أنّ مادتي الزبدة والفارينة، وهما العمود الفقري لأي منتوج حلوي، أصبحتا شبه مفقودتين من السوق. ورغم تقبّل المهنيين لارتفاع الأسعار، إلا أنّ غياب المادتين ينسف إمكانيات العمل من الأساس. أمّا الفواكه الجافة، فقد “حلّقت” أسعارها إلى مستويات وصفتها ذياب بأنها “قياسية وغير مسبوقة”، ما فاقم الاختناق في سلسلة الإنتاج.

مؤسسات عاجزة قبل بداية الموسم… وإغلاق يلوح في الأفق

الأخطر أنّ العديد من المؤسسات الكبرى أبلغت الغرفة بعجزها الكامل عن تأمين الإنتاج خلال الموسم الحالي. ورغم أنّ رأس السنة يُعدّ فترة ذروة تستعد فيها المحلات والمصنّعون لتلبية طلب مرتفع، إلا أنّ هذا العام يحمل سيناريو مختلفًا: أفران متوقفة، خطوط إنتاج مشلولة، ومهنيون يفقدون القدرة على مواصلة النشاط.

السوق الموازية تتمدد… ومواد “مفقودة رسميًا” تظهر بكثافة خارج القانون

قطاع المرطبات — مثل غيره من القطاعات — يواجه منافسة “غير عادلة”، بحسب توصيف ذياب. فبينما يختفي البندق من القنوات الرسمية، يظهر بكميات كبيرة في المسالك الموازية. هذه المفارقة تبرز — وفق الغرفة — فجوة عميقة بين العرض والطلب، وتكرّس تمدّد سوق غير مراقَبة تستحوذ اليوم على نحو 60% من القطاع.

أسعار المرطبات ترتفع… والمواطن أول المتضررين

استنادًا إلى حجم الاضطرابات وتضخّم تكلفة المواد الأولية، تتوقّع الغرفة ارتفاع أسعار المرطبات بنسبة 10% على الأقل هذا الموسم. في ظرف تتآكل فيه القدرة الشرائية للتونسيين، يبدو أنّ الاحتفال برأس السنة قد يصبح رفاهية غير متاحة للكثيرين.

أزمة يد عاملة… ونصف القطاع بلا مهارات كافية

إلى جانب الشحّ والغلاء، يعاني القطاع نقصًا حادًا في اليد العاملة المؤهلة يصل إلى 50%، بسبب ضعف مراكز التكوين وعدم قدرتها على تلبية حاجيات السوق. ورغم أنّ المهنة تفتح أبواب شغل واسعة وربما فرص تصدير مهمة، فإنّ غلاء المواد ونقص المهارات يجعلها مهنة “مكبّلة”.

نداء أخير قبل الانفجار

في ختام حديثها، دعت ذياب سلطة الإشراف إلى تدخّل عاجل لتوفير المواد الأساسية وحماية السوق المنظمة ومنع تغوّل القطاع الموازي، مؤكدة أنّ ديمومة الإنتاج واستقرار الأسعار خلال موسم الاحتفالات مرهونة بتدخل سريع وحاسم.

الأزمة لم تعد اقتصادية فقط… بل تهديد مباشر لقطاع يحتل مكانة فنية وثقافية في احتفالات التونسيين. وفي حال غياب حلول عاجلة، قد يكون موسم رأس السنة هذا العام بلا نكهة… وبلا مرطبات.

آخر الأخبار

حلق الوادي يتحول إلى ساحة قتال عالمية: تونس على موعد مع بطولة العالم للمواي تاي

حلق الوادي يتحول إلى ساحة قتال عالمية: تونس على موعد مع بطولة العالم للمواي تاي

احتجاج في سوسة: الأولياء والتلاميذ يغلقون طريق زغوان-النفيضة

احتجاج في سوسة: الأولياء والتلاميذ يغلقون طريق زغوان-النفيضة

أيام قرطاج السينمائية تحتفي بالمنتج التونسي عبد العزيز بن ملوكة

أيام قرطاج السينمائية تحتفي بالمنتج التونسي عبد العزيز بن ملوكة

باجة: إيقاف الدروس وتحذيرات من طقس شديد التقلب وثلوج محتملة

باجة: إيقاف الدروس وتحذيرات من طقس شديد التقلب وثلوج محتملة

"ودّ" يتوج بالجائزة الكبرى في مهرجان فاس لسينما المدينة ويعيد رسم الذاكرة التونسية على الشاشة

"ودّ" يتوج بالجائزة الكبرى في مهرجان فاس لسينما المدينة ويعيد رسم الذاكرة التونسية على الشاشة

Please publish modules in offcanvas position.