كشفت أحدث بيانات البنك المركزي التونسي أن قائم القروض البنكية غير المهنية الموجّهة للأفراد بلغ 30.404 مليار دينار نهاية سبتمبر 2025، مقابل 30.036 مليار دينار في ديسمبر 2024، مسجّلًا زيادة طفيفة قدرها 368 مليون دينار.
وتوزّعت القروض على مختلف القطاعات كالتالي:
- قروض اقتناء المسكن: 13.328 مليار دينار نهاية سبتمبر 2025 مقابل 13.545 مليار دينار نهاية 2024، بتراجع يناهز 217 مليون دينار.
- قروض تحسين المسكن: 11.317 مليار دينار مقابل 10.953 مليار دينار، بزيادة 364 مليون دينار.
- قروض الاستهلاك: 5.312 مليار دينار مقابل 5.109 مليار دينار، بنمو قدره 203 ملايين دينار.
- قروض السيارات: 430.3 مليون دينار مقابل 413.8 مليون دينار، بزيادة 16.5 مليون دينار.
- القروض الجامعية: 14.955 مليون دينار مقابل 14.941 مليون دينار، بانخفاض طفيف 14 ألف دينار.
تراجع قروض السكن… مؤشر على أزمة أعمق
المحلل المالي بسّام النيفر أكد أن إجمالي القروض البنكية عاد لتجاوز عتبة 30 مليار دينار لأول مرة منذ ديسمبر 2024، بعد انخفاض بداية 2025، لكنه شدّد على أن تراجع قروض السكن يكشف فجوة متنامية بين أسعار العقارات وقدرة التونسيين على تحمل تكلفتها.
وأوضح النيفر أن ارتفاع نسبة الفائدة المديرية وغلاء مواد البناء والضرائب على القيمة المضافة عمّقت صعوبات القطاع، داعيًا إلى حلول جذرية تضع أزمة السكن في صدارة الأولويات الاقتصادية.
وأشار كذلك إلى انخفاض الادخار السكني إلى 1.716 مليار دينار نهاية سبتمبر 2025 مقابل 1.772 مليار دينار نهاية 2024، معتبرًا ذلك عنصرًا إضافيًا يهدّد قطاع البعث العقاري.
ارتفاع قروض تحسين المسكن… والاستهلاك يبتلع أغلبها
في المقابل، ارتفع الإقبال على قروض تحسين المسكن، غير أن النيفر لفت إلى أن جزءًا كبيرًا منها يُحوّل فعليًا إلى نفقات استهلاكية بسبب الضغوط المعيشية المتزايدة.
وبيّنت البيانات أن مجموع قروض تحسين المسكن وقروض الاستهلاك ارتفع بـ 568.2 مليون دينار نهاية سبتمبر 2025 مقارنة بديسمبر 2024، أي أكثر بكثير من الزيادة المسجلة خلال كامل سنة 2024 (330.7 مليون دينار).
خلاصة المشهد
بين تراجع قروض السكن وصعود القروض الاستهلاكية، تعكس المؤشرات وضعًا ماليًا واجتماعيًا متوتّرًا، حيث يلجأ المواطنون بشكل أكبر إلى الاقتراض لتغطية المصاريف اليومية بدل التوجه نحو الاستثمار في السكن… في علامة أخرى على الضغوط الاقتصادية الخانقة التي يعيشها التونسي اليوم.



