في حدث يهزّ المشهد السينمائي الدولي، خطف فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية الأضواء بعد ترشيحه رسميًا لسباق الغولدن غلوب 2026، وسط دهشة النقّاد وإشادة عالمية غير مسبوقة. تونس، بكل ثقلها الثقافي، تقتحم هوليوود بقصة طفلة من غزة… وتحجز لنفسها موقعًا في قلب واحدة من أهم الجوائز الكونية.
الفيلم يترشّح ضمن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، في مواجهة أعمال كبرى من فرنسا، كوريا الجنوبية، البرازيل، النرويج وإسبانيا، ما يجعل المنافسة حارقة والأنظار متّجهة إلى هذا العمل الذي تحوّل إلى ظاهرة فنية وسياسية معًا.
تصفيق قياسي… وكبار نجوم هوليوود يصطفّون خلف فيلم تونسي!
تحوّل عرض الفيلم في مهرجان البندقية الـ82 إلى لحظة تاريخية بعدما انفجرت القاعة بتصفيق دام 24 دقيقة، وهي سابقة لم يشهدها المهرجان منذ تأسيسه. بعدها مباشرة، التحقت أسماء عملاقة — براد بيت، خواكين فينيكس، روني مارا — بقائمة المنتجين التنفيذيين، في اعتراف واضح بقيمة المشروع ووقعه الدولي.
حكاية تهزّ الوجدان… صوت طفلة تحت القصف يدوّي في العالم
الفيلم يعيد رواية اللحظات الكارثية التي عاشتها الطفلة الفلسطينية هند رجب، ذات الست سنوات، عندما وجدت نفسها وحيدة ومحاصرة داخل سيارة تحت القصف في غزة، بعد أن فقدت كل أفراد عائلتها. باستخدام التسجيل الصوتي الحقيقي لاتصالها بالهلال الأحمر، يبني الفيلم تجربة سينمائية صادمة، موجعة، وحقيقية حدّ الاختناق… صوت صغير يواجه آلة الحرب، ويتحوّل إلى أيقونة للبراءة الممزّقة.
هذا العمل المزلزل سيُمثّل تونس رسميًا في الأوسكار 2026، بعد فوزه بـ الأسد الفضي في مهرجان البندقية. وكل المؤشرات ترجّح أنّ الفيلم في طريقه لكتابة اسمه في سجلّ الكبار.
كوثر بن هنية… مخرجة من سيدي بوزيد تهزم المسافات وتصنع التاريخ
من مقاعد دراسة الإخراج في تونس إلى قاعات السينما العالمية، شقّت كوثر بن هنية مسارًا مذهلًا، طبعته أعمال جريئة مثل:
- شلّاط تونس
- على كف عفريت (كان 2017)
- الأئمة يذهبون إلى المدرسة
- يد اللوح (أكثر من عشر جوائز)
واليوم، تُعيد بن هنية وضع السينما التونسية على الخارطة العالمية، ليس كضيف شرف… بل كقوّة فنية تتقدّم بثبات نحو منصّات التتويج.



