شارك اتحاد إذاعات الدول العربية (ASBU) في الملتقى السابع للتعاون الصيني–العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون، الذي احتضنته مدينة تشونغتشينغ الصينية من 4 إلى 6 نوفمبر 2025، تحت شعار “التدارس بين الحضارتين العربية والصينية والتنافع في الابتكار الإعلامي السمعي البصري”.
الملتقى، الذي يُعدّ من أبرز منصات الحوار والتعاون الإعلامي بين الجانبين، شهد حضورًا واسعًا لممثلي الحكومات العربية والصينية وكبار المسؤولين في هيئات الإذاعة والتلفزيون والمنظمات الإقليمية والدولية والشركات المختصة في الصناعات السمعية البصرية.
وجاء انعقاده تنفيذًا لخطة عمل منتدى التعاون الصيني–العربي (2024–2026)، بهدف تعميق التفاهم الثقافي وتطوير الشراكات في الإعلام الرقمي، حيث كان الاتحاد شريكًا رئيسيًا في التنظيم إلى جانب جامعة الدول العربية وإدارة الدولة الصينية للإذاعة والتلفزيون وبلدية تشونغتشينغ.
سليمان: الإعلام جسر الحضارتين وفضاء الابتكار المشترك
في الجلسة الافتتاحية، ألقى المهندس عبد الرحيم سليمان، المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية، كلمة أكّد فيها اعتزاز الاتحاد بدوره كشريك رئيسي في هذا الحدث، مشيدًا بحسن التنظيم وكرم الضيافة الصينية.
وأشار إلى أن شعار الدورة يعكس “روح العصر القائم على التلاقي الحضاري والانفتاح التكنولوجي”، مؤكّدًا حرص الاتحاد على تطوير التعاون العربي–الصيني عبر الإنتاج المشترك، تبادل المحتوى، وتنظيم برامج تدريب في التقنيات الحديثة.
كما أعلن عن توقيع عدد من اتفاقيات الشراكة مع الهيئة الوطنية الصينية للإذاعة والتلفزيون في مجالات الذكاء الاصطناعي والإنتاج السمعي البصري، مسلطًا الضوء على الدور الريادي للاتحاد في نصرة القضية الفلسطينية من خلال أكثر من 5500 مادة إعلامية أنجزتها هيئاته الأعضاء خلال العامين الماضيين.
تبادل الخبرات والتكنولوجيا في صدارة النقاش
تخللت الملتقى جلستان رئيسيتان:
الأولى بعنوان “التعاون الصيني–العربي في المحتوى السمعي والبصري في عصر الإعلام الرقمي”، أدارها المهندس سليمان بمشاركة ممثلين عن كبرى المؤسسات الإعلامية من الجانبين.
الثانية بعنوان “التكنولوجيا تمكّن صناعة الإعلام من تحقيق التنمية العالية”، جمعت مسؤولين من الصين والسعودية واليمن وجزر القمر وبكين، إلى جانب أكاديميين وخبراء تقنيين.
كما شارك الاتحاد في معرض تبادل المحتوى والتقنيات السمعية البصرية المنعقد يوم 5 نوفمبر، والذي عرض أحدث الابتكارات في الإذاعة والتلفزيون، ومشاريع التعاون الإعلامي المشترك بين الصين والدول العربية.
بيان مشترك... ورؤية موحّدة للمستقبل
واختُتم الملتقى بإطلاق موسم عرض البرامج السمعية والبصرية العربية والصينية تحت عنوان “طريق الحرير السمعي البصري.. قصص الصين والدول العربية”، إلى جانب بيان مشترك أكد فيه الطرفان مواصلة التعاون في مجالات الابتكار الإعلامي، الذكاء الاصطناعي، تبادل الكفاءات، وتطوير المنح التدريبية للشباب.
كما أعرب الجانبان عن تطلعهما إلى القمة العربية–الصينية الثانية عام 2026، باعتبارها محطة جديدة لتعميق العلاقات الاستراتيجية في القطاع السمعي البصري.
جولات ميدانية تكشف وجه الصين المتجدد
وعلى هامش الملتقى، نظمت السلطات الصينية برنامجًا ثقافيًا ميدانيًا للوفود العربية للتعرّف على التجربة الاقتصادية والحضرية لمدينة تشونغتشينغ، شمل زيارة مصنع سيريس العملاق ومركز الخدمات اللوجستية الدولي، إلى جانب مدينة يونغتشوان للعلوم والتكنولوجيا السينمائية وبلدة داغوان التاريخية، وانتهت الجولات بجولة ليلية على ضفاف النهرين، في مشهد جسّد تلاقي الثقافة بالصناعة والإبداع بالتاريخ.



