في مشهد لا يُشبه إلا الأساطير، ودّعت مدينة زغوان الدورة الثامنة من المهرجان الدولي لفن السيرك وفنون الشارع مساء السبت 29 جوان 2025، بعرض ختامي ساحر داخل فضاء معبد المياه العتيق، حيث التقت أعمدة التاريخ بروح الحلم والدهشة.
جمهور غفير، من أطفال وشيوخ، توافد إلى الموقع الأثري لمواكبة عرض فني وصفه البعض بـ"الكرنفال المجنون"، حيث تعانقت أجساد البهلوانيين مع الريح، وتدلّت الراقصات من أقمشة معلّقة كأنهن طيفٌ من زمن آخر، بينما أنوار ملوّنة تنعكس على الجدران الرومانية الصامتة منذ قرون.
المهرجان، الذي جال بين المدن التونسية طوال أسبوعين، قدّم فن الشارع في أبهى صوره، رافعًا شعار "الفن للجميع وفي كل مكان"، وجعل من أروقة التاريخ خشبة عرض مفتوحة على الحلم.
الختام لم يكن فقط عرضًا مدهشًا، بل احتفى أيضًا بأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و11 سنة، خاضوا غمار أول تجربة تنافسية في فنون السيرك، وأذهلوا الحضور بقدراتهم رغم براءة أعمارهم، في ما وُصف بأنه "ولادة جيل جديد من فناني الهواء".
المهرجان كان بإشراف جمعية "بابا روني لفنون السيرك" وبدعم من وزارتي الشؤون الثقافية والسياحة، وضمّ مشاركين من تونس وإيطاليا وإسبانيا والأرجنتين وكينيا والمكسيك، في تأكيد جديد على أن فنون الشارع لم تعد هامشًا، بل صارت جوهرًا نابضًا بالحياة.
زغوان، في تلك الليلة، لم تكن مدينة فقط… كانت قصيدة معلّقة على أطراف الحلم.