في واحدة من أكثر القضايا إثارة للرأي العام خلال الأيام الأخيرة، تعهّد قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس بالبحث في ملابسات مقتل حفيد وزير أول أسبق، في حادثة دامية شهدتها منطقة العوينة شمال العاصمة، أثارت موجة من التساؤلات حول خلفياتها ودوافعها.
🕯️ من هو الضحية؟
الضحية شاب من سكان حيّ المنزه السادس، ينتمي إلى عائلة سياسية معروفة في تونس، فهو حفيد أحد أبرز رجال الدولة الذين تولّوا منصب الوزير الأول قبل الثورة. ووفق المعطيات الأولية، فإن الضحية غادر مساء الاثنين الماضي محلّ سكناه متوجهًا نحو جهة العوينة، لأسباب لم تُعرف بعد.
⚡ خلاف غامض انتهى بمأساة
مصادر أمنية أكّدت أن الشاب التقى هناك شخصًا آخر نشب بينهما خلاف حادّ، تطوّر في ظرف وجيز إلى عراك بالأيدي، قبل أن يعمد الجاني إلى استعمال سكين حادّ موجّهًا طعنة قاتلة إلى الضحية، الذي فارق الحياة رغم محاولة إسعافه على عين المكان.
وتشير المعطيات إلى أنّ دوافع الجريمة ما تزال غير واضحة: هل هي مسألة شخصية؟ أم تصفية حسابات؟ أم مجرّد شجار عابر انتهى بطريقة مأساوية؟
⚖️ إنابة قضائية وأبحاث معمّقة
بناءً على تعليمات النيابة العمومية، تولّى قاضي التحقيق إصدار إنابة قضائية لفائدة الفرقة المركزية للقضايا الإجرامية بالقرجاني قصد الكشف عن كلّ الملابسات.
وتمّ خلال الليلة نفسها معاينة الجثة بحضور ممثل النيابة العمومية، قبل الإذن برفعها إلى قسم الطبّ الشرعي بمستشفى شارل نيكول لتحديد الأسباب العلمية للوفاة.
🧩 فرضيات متعددة وتحقيقات دقيقة
مصادر قريبة من التحقيق لم تستبعد وجود خلفية اجتماعية أو نفسية وراء الحادثة، في ظلّ تزايد ظاهرة العنف الفردي بين الشباب. وقد أذنت السلطات الأمنية برفع البصمات وجمع الأدلة من مكان الجريمة، كما يجري تتبّع كلّ التسجيلات المصوّرة المحيطة بالموقع لتحديد هوية المشتبه به بدقّة.
⚠️ العنف في الأحياء الراقية… ظاهرة مقلقة
هذه الجريمة لم تمرّ مرور الكرام، لأنها لم تقع في حيّ شعبي أو منطقة نائية، بل في أحد أرقى أحياء العاصمة، ما يطرح تساؤلات جدّية حول انتشار العنف حتى في الأوساط الاجتماعية الميسورة.
يقول أحد المختصين في علم الاجتماع إنّ "العنف لم يعد مرتبطًا بالفقر أو التهميش فقط، بل أصبح انعكاسًا مباشرًا لاضطراب المنظومة القيمية وفقدان السيطرة العاطفية لدى الشباب".
🕊️ صدمة في العائلة والمجتمع
عائلة الضحية تعيش حالة من الحزن العميق، خاصة وأنّ الشاب كان معروفًا بأخلاقه الطيبة، وغياب أيّ سوابق له. وقد عبّر عدد من المقربين عن استيائهم من سهولة حمل الأسلحة البيضاء بين الشباب، داعين السلطات إلى تفعيل القوانين الرادعة في هذا الشأن.
ما تزال الأبحاث متواصلة لكشف حقيقة ما حصل تلك الليلة في العوينة:
هل كانت جريمة مدبّرة؟ أم انفجارًا مفاجئًا لغضب عابر؟
الأكيد أنّ هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة ملفّ الأمن المجتمعي، وأظهرت الحاجة الملحّة إلى معالجة أعمق لجذور العنف الذي يتسرّب بصمت إلى تفاصيل حياتنا اليومية.
