■ الصدمة
مقابلة وحيدة كانت كافية لإشعال الشارع التونسي. الصحفية التونسية ريم بوقمرة ظهرت على قناة العربية وهي تحاور أحد وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني. خطوة وُصفت بـ"المزلزلة" لأنها كسرت الإجماع الوطني الراسخ على رفض أي شكل من أشكال التطبيع مع العدو.
■ النقابة تردّ بصرامة
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لم تُساير الجدل ولم تترك مساحة للتأويل. البيان كان صريحًا:
"خرق فاضح لأخلاقيات المهنة".
"منبر لتبييض الاحتلال".
"قرار سياسي يخدم أجندات تطبيعية".
بل اعتبرت أن مجرد بثّ الحوار مع مسؤول صهيوني في هذا التوقيت، بينما تتواصل المجازر في غزة ويُقتل الصحفيون يوميًا، لا يعدو أن يكون تواطؤًا مع الجلاد ضد الضحية.
■ غضب شعبي يتفجر
التونسيون صبّوا جام غضبهم على بوقمرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي. البعض وصفها بـ"المطبعّة"، وآخرون رأوا في خطوتها طعنة في خاصرة فلسطين، فيما لم يتردد آخرون في اتهامها بـ"بيع المهنة والقضية تحت شعار حرية التعبير".
■ مهنية أم خيانة؟
المدافعون عن بوقمرة يختبئون وراء شماعة "المهنية" و"الرأي الآخر"، لكن خصومهم يردّون: أي مهنية في إعطاء مساحة إعلامية لوزير ينتمي لحكومة ترتكب مجازر يومية ضد المدنيين والصحفيين في غزة؟
الجواب عند النقابة كان حاسمًا: الصحافة ليست حيادًا بين الضحية والجلاد، بل انحياز للقضايا العادلة.
■ التطبيع عبر الإعلام: الوجه الأخطر
القضية لم تعد مجرد جدل حول حوار تلفزيوني، بل تحوّلت إلى جرس إنذار. فالإعلام العربي، حين يفتح شاشاته لمسؤولي الاحتلال، لا يمارس حرية التعبير، بل يتحول – بوعي أو بغير وعي – إلى أداة دعاية صهيونية.
■ خاتمة نارية
منذ الإعلان عن المقابلة، أصبح اسم ريم بوقمرة على كل لسان، لكن ليس كنجمة إعلامية بل كـ"عنوان للتطبيع".
الدرس صارخ:
فلسطين ليست مادة إعلامية للتزيين.
و"الرأي الآخر" لا يُبرّر خيانة القيم.
أما الصحافة الحقيقية فهي تلك التي ترفع صوت الضحايا لا أن تلمّع صورة الجلاد.