احتفت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بتونس بالذكرى الرابعة والخمسين لعيد الاتحاد، في احتفال رسمي راقٍ جمع نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية و الثقافية ووجوه إعلامية بارزة.
وجاءت المناسبة هذا العام تحت شعار "متحدون"، وهو شعار يجسّد عمق القيم التي تأسست عليها الدولة منذ عام 1971: الوحدة، التلاحم، والعمل المشترك.
وقد أبرز الحفل صورة الإمارات كما يعرفها العالم اليوم: دولة صانعة للمستقبل، ورائدة في مجالات التنمية والابتكار، وشريك دولي يعتمد عليه.
"متحدون": رسالة تُجدد روح الإتحاد
في كلمتها الرسمية بالمناسبة، أكدت سعادة السفيرة الدكتورة إيمان أحمد السلامي أنّ احتفال الإمارات هذا العام يأتي ليُجدّد العهد على المضي قدماً في مسيرة وطن استثنائي، قائلة:
"نحتفل اليوم بالذكرى 54 لتأسيس وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة تحت شعار "متحدون" الذي يجسد وحدة مجتمعنا وتلاحم مكوناته، ويعبّر عن قيم التعاون والعمل المشترك التي قامت عليها دولتنا منذ تأسيسها."
وأضافت سعادتها أنّ هذه الذكرى ليست مجرد تاريخ يُستعاد، بل هي حكاية حلم تأسّس على رؤية حكيمة وضع لبناتها الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه و رؤية جعلت من الإتحاد نموذجاً فريداً في التنمية والتقدّم، ورسّخت حاضر الدولة، وأرست دعائم مستقبلها.
الإمارات من حلم الإتحاد إلى ريادة العالم
وأشارت السفيرة إلى التحولات الكبرى التي شهدتها الإمارات خلال العقود الماضية، قائلة:
"شهدت دولة الإمارات تحولات كبيرة شملت مختلف المجالات: من الاقتصاد والتنمية المستدامة إلى استكشاف الفضاء، ومن الطاقة النظيفة إلى الذكاء الاصطناعي، لتصبح في طليعة الدول التي تصنع المستقبل بدلًا من انتظاره."
وأبرزت أنّ الإمارات أصبحت اليوم بوابة عالمية للتميّز والابتكار، ووجهة تحتضن الإبداع وترسم ملامح الغد بثقة واقتدار.
كما لفتت سعادتها إلى أنّ إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، عام 2025 "عام المجتمع" يأتي ليؤكد مركزية الإنسان في مشروع الإمارات الحضاري المستقبلي.
سياسة خارجية متوازنة ودبلوماسية إنسانية رائدة
وفي حديثها عن السياسة الخارجية لدولة الإمارات، قالت السفيرة:
"تتبنى الإمارات سياسة خارجية تتسم بالاتزان والإنفتاح، وتقوم على الحوار والتفاهم كركائز أساسية لعلاقاتها مع مختلف دول العالم."
وأكدت أنّ الدولة تؤمن بأن السلام والتنمية مساران متكاملان لبناء مستقبل أفضل للشعوب، ولذلك واصلت الإمارات دعم الجهود الإنسانية، وتعزيز التعاون الدولي، والمساهمة في ترسيخ الأمن والاستقرار العالميين.
كما أوضحت أنّ احترام سيادة الدول، وحسن الجوار، والقانون الدولي هو أساس ثابت في نهج الإمارات الدبلوماسي منذ تأسيسها.
الإمارات وتونس علاقات راسخة تُصنع بها الشراكات الاستراتيجية
وتطرّقت سعادة السفيرة إلى عمق العلاقات بين الإمارات وتونس، مؤكدة:
"العلاقات بين دولة الإمارات والجمهورية التونسية علاقات راسخة عميقة تتعزز بمرور الزمن، ويقويها الإحترام المتبادل والرؤية المشتركة للمستقبل."
وبيّنت أنّ البلدين يتطلعان إلى فتح آفاق أوسع للتعاون في مجالات الإستثمار والتجارة والطاقات المتجددة والصحة والتعاون الفني، بما يساهم في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات أرقى.
كما وجّهت شكرها إلى كل من ساهم في تعزيز الروابط بين البلدين خلال السنوات الماضية.
وطن يصنع الأمل و إتحاد يكتب المستقبل
اختُتم الإحتفال بروح عالية من الاعتزاز والولاء، إذ جددت السفيرة تأكيد التزام دولة الإمارات بنهجها الثابت بقولها:
"نؤكد بهذه المناسبة الوطنية التزام دولة الإمارات بالتعاون والإنفتاح والعمل البناء مع مختلف الدول والمجتمعات دعماً للسلم والاستقرار والتنمية المستدامة."
وبذلك حمل الحفل رسالة واضحة : الإمارات ليست مجرد دولة تحتفل بعيدها الوطني، بل نموذج حيّ لوطنٍ يصنع الأمل، و إتحاد ٍ يكتب المستقبل، وإنسانٍ يقف دائماً في قلب التنمية.
نادرة الفرشيشي
